خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«بائع الحب» يحرّض على الثورة!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة ربما يكون كتاب «بائع الحب» هو مجموعته القصصية الأولى التي أطلقها احسان عبد القدوس في أربعينات القرن الماضي وجذبت بسرعة فائقة عددًا كبيرًا من قراء ذلك الجيل، وراحوا يتابعون قلمه الرشيق الممتع في خواطره السياسية والفنية التي كان ينشرها في مجلة «الاثنين» الصادرة عن دار الهلال قبل ان ينتقل في سن مبكرة ليرأس تحرير «روز اليوسف» التي كانت تملكها والدته فاطمة اليوسف الممثلة السابقة في المسرح المصري، وقد بقيت هذه المجلة الاهم والاقوى بين الصحف السياسية زمناً طويلا إلى ان بدأت حرية الصحافة في مصر تترنح وتتهاوى تحت وطأة الحكم الدكتاتوري بطعم اميركي في عهد السادات!

لفت احسان الأنظار والعقول ليس فقط بأسلوبه السهل الصريح بل بإثارة المواضيع الحساسة في علاقات الحب حد الاقتراب من المناطق المحرمة وكان خير من يجيد التعبير عما يختلج في نفس المرأة حتى ان قليلاً من القراء اكتشفوا انه صاحب التوقيع المستعار (زوجة أحمد)! وعُرف بجرأة لا حدود لها في مقالاته السياسية تحضيراً لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ بفضل علاقته غير المعلنة مع الضباط الأحرار الذين كانوا يزوّدونه بذخيرة حية من المعلومات والأسرار كي يضمّنها افتتاحياته في «روز اليوسف» كل اثنين فتُصادرها الرقابة أحيانا او تؤدي به الى السجن أحيانًا اخرى او يُفاجأ بمن يعتدي عليه بموسى تشوّه وجهه وترهبه، وبعد ان نجحت الثورة استمر صديقاً لمجلس قيادتها لكنه لم يفقد استقلاله الفكري فكان ينتقد سياسات حكومتها حتى اعتقل أكثر من مرة.

عرفتُه شخصيًا وانا على مقاعد الدراسة الجامعية في القاهرة من خلال صداقتي مع زميله الكاتب الصحفي احمد بهاء الدين وكتبت عن كليهما لاحقًا في هذا العمود وفي مذكراتي «بين الطب والسياسة».

بدأ قراؤه عموماً يلاحظون أفول نجمه الصحفي باختطاف روحه القتالية الشابة بعد تأميم مجلته «روز اليوسف» ودور صحفية اخرى بزعم حمايتها من التسلل الفكري الأجنبي، ونقله الى أي منها كأي موظف، لكن انتاجه الأدبي الغزير استمر حتى بلغت قصصه القصيرة (والقصيرة جداً) اكثر من ستمائة وأُنتجت رواياته العشرون كأفلام سينمائية لاقت نجاحًا منقطع النظير ومن بينها دمي ودموعي وابتسامتي، في بيتنا رجل، ما زالت الرصاصة في جيبي، لا انام، انا حرة، والاخيرتان تدعوان لحقوق المرأة ومساواتها بالرجل واستقلالها في التربية وعدم الخضوع للتابوهات والعادات القديمة في العلاقات الاجتماعية أو الدكتاتورية الابوية.

احسان عبدالقدوس معشوق النساء وساحر القلم المرهف ومدبّج اشد المقالات السياسية جرأة في فضح الفساد وعلاقة الملك فاروق بصفقات اسلحة الجيش المصري وهزيمته في حرب فلسطين.

وبعد.. فلماذا الكتابة عن عبد القدوس الآن بعد ثلاث وثلاثين سنة من وفاته؟! ينشر غوغل منذ مدة على صفحته الموسومة «خربشات» نبذة تذكّر بكاتب او فنان راحل وكانت هذه المرة عنه في ٤يناير بمناسبة مرور عام على اول ترجمة انجليزية واسعة الانتشار لروايته «لا أنام»، كما أثراها بسطور حميمة حفيدُه شريف عبد القدوس الذي اشتهر بتغطية اخبار ثورة مصر ٢٠١١ للصحافة العالمية، وقد وجدتُها فرصتي لكنْ مازال في جعبتي الكثير!
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF