خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من ليس معنا فهو ضدنا

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

عبارة أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش اثر اعلانه الحرب على (الأرهاب) بعد تفجيرات 11 سبتمبر في مدينة نيويورك من قبل تنظيم القاعدة، الحادثة التي هزت الولايات المتحدة وكانت بمثابة صفعة مدوية مست سمعتهم وكبريائهم على مستوى العالم.

بعيداً عن الجدل السياسي والأسباب التي أوصلت الولايات المتحدة إلى هذه الحالة، وما رافقها من تعاطف وتأييد المجتمع الدولي، يبدو أن هذه العبارة لم تكن وليدة اللحظة أو بمثابة انفعال وردة فعل، بل أن هذه العبارة تعبر عن فكر ومنهج موجود ومتاصل أصلاً، ليس عند الأميركان فحسب بل لدى أغلب المجتمع الغربي اتجاه الشعوب الأخرى وعلى الأخص دول العالم الثالث، مبنية على نظرة التبعية والتفوق، فهم يتعاملون معنا بفوقية وبمعايير مزدوجة، فما يحق لهم لا يحق لغيرهم، وهذا تعبير عن سلوك فكري نفسي مزمن اسمه (ازدواجية الشخصية)، فهم لا يؤمنون باختلاف الحضارات والأطباع والعادات والتقاليد والأخلاق ويعتبرون أن على باقي العالم أن يلتزم بمعايرهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وثقافتهم وقيمهم المجتمعية كأساس لما هو صح أو خطأ، وبخلاف ذلك فأنهم يطلقون على من يخالف أو يختلف معهم عبارات ومسميات كثيرة منها: تخلف، تراجع، تأخر، ديكتاتورية، تزمت..الخ، من المسميات التي يطلقونها على الأنظمة وحتى الشعوب.

وهنا نشير بوضوح الى أن جميع المبادئ والقيم الدينية والثقافية والمجتمعية مهما كانت لها قدسية ومبررات لدينا فطالما هي تتعارض مع مبادئهم وقيمهم فلا معنى لها، فأصبحت بذلك عبارة (من ليس مثلنا ويشبهنا فهو ضدنا)، فهم يفترضون دائما أن على الاخرين الاقتداء والمضي خلفهم، وللأسف هناك منا من يقبل وينصاع، لاعتقادهم بأن ذلك هو اقتداء بمن هو افضل منك كما قال الفيلسوف والمفكر ابن خلدون في مقدمته بأن «المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده».

للأسف فإن ما قاله ابن خلدون أصبح هو السائد لدى المجتمعات التي تشعر بالتبعية لهم، حتى أصبحت بمثابة عقدة نقص نعاني منها جميعا ليس في حياتنا بل وفي مسلكنا وملبسنا ومأكلنا، ومن يعارضها أو ينتقدها أصبح متخلفا، فهناك الكثير من المظاهر والتصرفات التي تجذرت لدينا بفعل أيدينا وأصبغت علينا صورة نمطية لديهم، بأننا نتلذذ ونقبل بما لديهم دون نقاش فانهالت علينا من عندهم عشرات القوانين والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الأنسان والحريات من الدول والمنظمات التي تطالب منا أقرارها تحت طائلة المساءلة بأن عدم اقرارها يجعلنا دولاً لا نؤمن بالحريات وغير متنورين، نضطهد رغبات شعوبنا، ولا يهم أن كنا رافضين، فنحن بنظرهم شعوب ليس لدينا القدرة على تقرير ما نريد، فالصح بموروثنا الاجتماعي وعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا في نظرهم لا أهمية أو قيمة لديهم، فما علينا إلا أن نقتدي بهم ونقبل ونحترم ونقلد ونستنسخ حياتهم، فنقطع أوصالنا وأرحامنا نلتقي في احتفالات عيد الأب وعيد الأم وعيد الحب وغيرها من الاعياد كل سنة مرة، نقبل بحقوق الشواذ (المثليين) فهذه ليست البدايات وأنما النهايات، فالقضية لم تعد منطقا يقاس بالصح والخطأ بل باختصار أن لم تكن معنا فانت ضدنا.

المستشار وأستاذ القانون الدولي العام

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF