خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

نحن.. وكرة القدم!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة

معظمنا يعرف أو أصبح يعترف بأن كرة القدم لعبة عالمية الانتشار ولا تضاهيها في ميدان الرياضات أي لعبة اخرى، وكثيرون لديهم فكرة واضحة عن تنظيمها في اتحادات وطنية وإقليمية أو قارّية يضمها جميعًا اتحاد عالمي يسمى الفيفا الذي ينظم علاقاتها وقوانينها ومبارياتٍ تُجرى فيما بينها وتنتهي كل أربع سنوات بشهر كامل من اللعب للفوز بكأس العالم في بلد يحظى بشرف هذه المناسبة البهيجة، ويستضيف الفرق الفائزة في التصفيات لتتنافس في جو من الاحتفالات تشهدها عبر شاشات التلفزيون حول الكرة الأرضية مئات الملايين من عشاق هذه اللعبة ممن ?شحنهم جميعًا في وقت واحد دون الالتفات لهوية أو عقيدة او انتماء، بمشاعر مختلفة متباينة من الانفعال والتوتر والرضا والغيرة والفرح أو الحزن على انتصار هذا الفريق او خسارة ذاك، أو الغضب الذي يبلغ احيانا حدود العنف، لكنها مشاعر تهدأ آخر المطاف خلال لحظات أو ساعات لتعود بنفس الروح الرياضية الودية السلمية متشوقةً لجولات جديدة لاحقة، علماً بان هناك ملايين اخرى لا تهتم بكل هذه التظاهرة الكونية الحماسية بل تعتبرها عبثًا وإضاعة وقت! إلى هنا لم أقل جديدا وانا في غمرة استمتاعي بمونديال قطر ٢٠٢٢، ربما استمرارًا لاستمتاعي بكرة القدم منذ ولعي بها في طفولتي حيث كنت مع رفاقي في اللويبدة «نسافر» بالباص بنصف قرش (رايح راجع) الى ملعب المحطة الوحيد لمشاهدة مباراة بين الفيصلي والأهلي أو الأردن ونسعد بمتابعة لاعبينا الكبار أمثال مازن العجلوني ويوسف الطفيلي ومحمد علي الصمادي وصالح البغدادي وحسن السعودي (الشامي) وحجاجا (الشركسي) ويوسف مامو (الكردي) وحسني حسن (الشركسي) الذي كنا نراه يحرس المرمى كأنه اسد على باب عرينه، وهو ولع طفولي امتد عندي متقطعاً ?لى ان تجدد بقوة قبل عشرين عامًا وانا أزور بلدًا في اميركا اللاتينية حيث الناس كما لمست بنفسي أشد شغفًا بهذه اللعبة من باقي سكان الكرة الأرضية، وقد تأثرت آنذاك بعشقهم لها وكدت أصبح مثلهم مجنونًا بمشاهدتها، إلى أن امتد بي العمر لأسعد من جديد هذه الأيام بمونديال آخر يقام في الشقيقة قطر بنجاح فاق التوقعات واستحق منا الثناء والاعتزاز.. اما الجديد الذي سوف اتعرض له دون ان أُفسد الزفة فهو ان هذه المتعة الإنسانية المشتركة بين الشعوب اصبحت مخترقة من قبل الانتهازيين المتاجرين باي شيء يدر الربح سواءً اتفق مع القيم وا?أخلاق أم تنافر معها بفساد مالي دنيء يغطونه بشتى الحيل، فكم كشفت التحقيقات القضائية في مونديالات سابقة عن اختلاسات مخزية ورشاوى نتنة تمت بين حكومات وأفراد داخل منظمة الفيفا او خارجها، وذلك اعتمادًا على انشغال الناس السذّج باستمتاعهم البريء بهذه اللعبة، وأحيانا بالتواطؤ مع مافيات دولية أو حكومات تتآمر سراً من وراء شعوبها، ومازال بعض المدانين طلقاء بلا خجل! وبعد.. صحيح أن الانفاق على المونديال هذه المرة كبير لكن يكفينا أنه كان على إمتاع الناس لا على صفقات الأسلحة التي تقتلهم.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF