في خطاب العرش تحدث الملك عبد الله الثاني عن ضرورة الرؤية المستقبلية الواضحة، والتي يجب أن توجه العمل والإنجاز لبناء الأردن الجديد، الذي يجب أن يضم قيادات جديدة تبعث الحيوية في مؤسسات الدولة.
حديث عميق، يجعلنا نفكر بالجيل الشبابي، الذي يردد نحن شباب المستقبل، ننتظر الفرص بغاية الحماس
نحن نبض القلب في الأردن الجديد.
والسؤال ما هو رؤية وتطلعات الأردن الجديد...
من وجهة نظري الأردن الجديد يتضمن فكرا حديثا مختلفا، ناتجا عن التفكير خارج الصندوق.
إن إنتاج الأفكار الإبداعية الجديدة، التي تستند إلى طرق تفكير غير تقليدية، من خلال تحريك الفكر والخروج عن القوالب السابقة، سيؤدي إلى إيجاد علاقات جديدة بين أشياء لا توجد أصلاً بينهما علاقات، وذلك محور من محاور الابتكار والإبداع الذي يؤدي لزيادة الإنتاج الفكري والفرص المتاحة.
إن فكرة الأردن الجديد نفسها قد لا تقودنا إلى جديد، دون ولادة معانِ جديدة، وهذه المعاني لن تكون مؤثرة دون فكر فذ، متقد، قادر على العمل وفق نظريات معرفية حديثة غير تقليدية، فمثلا استخدام اقتصاد المعرفة والريادة والإبداع، والاستثمار بالاقتصاد الرقمي، يولد عائدا ماليا كبيرا دون موارد كثيرة، وخصوصا مع توفر التكنولوجيا،عند الحديث عن الاقتصاد الرقمي، نحن نتحدث عن تطبيقات حاسوبية مبتكرة، والتي بدورها تحتاج إلى الأفكار الجديدة، وبالتالي حتما لابد من إثارة العقل واستخدام كل أساليب العصف الذهني، وتحفيز المهارات الفكرية لدى الشباب، وفق أطر تفكير خارج الأطر التقليدية،
الأردن الجديد يحتاج إلى الإبداع والابتكار والذي بدوره يستلزم أن يفكر الشخص وفق مسار مختلف،
فما العلاقة مثلاً بين العلم والمفتاح؟
لا توجد علاقات ظاهرة لكن جميع هذه الأشياء يضطرنا للبحث عن روابط وعلاقات قد تنتج أفكارا جديدة.
في حقيقة الأمر كل مرة أقف مذهولة من ترابط المشاهد الحياتية رغم بعدها، يذكرني هذا بالرابط العجيب (سبيس تون)
قد يبدو الأمر ضربا من الخيال، إذ تنعدم العلاقة المنطقية بين الشيئين المُقَارنين، كما كان يجري في برنامج قصير تبثه قناة «سبيستون» للأطفال، يسمى: «الرابط العجيب» الذي يتضمن رسالة مبطنة ذات معنى واتجاه، وهو تمرين يحفز على استمرار إنتاج الأفكار كما يتم إنتاج النفط.
إن إستراتيجية إنتاج الأفكار الجديدة، يمكن أن يستخدمها المعلمون في قاعات التدريس المختلفة، خلال تدريسهم، المفاهيم والقيم والاتجاهات، وفي شرح الأفكار وتوضيحها وفي عمليات التحليل والتركيب وإصدار الأحكام، وفي عمليات التطبيق والتدريب والتقويم.
وذلك أول خطوة عملية نحو رؤية الأردن الجديد.
. لوضعها في إطار عمل واضح يتضمن اتقان فن مناقشة الأفكار، بعيداً عن الأشخاص، وتبني كل نهج جديد في التفكير، والمحافظة على الطاقات العلمية والفكرية والثقافية ودعمها والاحتفال بها،رؤية الأردن الجديد، تحتاج قوى بشرية أردنية بمواصفات عالمية تحمل العلم مجبول بالمحافظة على نظافة اللسان وسلامة القلب تجاه من نُحاور، وهو نبذ العُنصرية والتفرقة، واستخدام أدوات الحوار البناء، وتعزيز القيم والاتجاهات، وتقوية المشاعر والعواطف، بنبذ الكراهية، ونشر ثقافة الفرح، والعمل وفق المفاهيم العلمية وتوفير نظرية محلية أردنية بمنهجية علمية حديثة، تمتاز بالدقة، وتعمل بمنظور التجربة.
رؤية الأردن الجديد، تحتاج إنتاج مهارات عالية قادرة على حل المشكلات، مثل: نقص الغذاء، تقليل معدل البطالة والفقر، زيادة السلامة النفسية والصحية للمواطن، تحسين نوعية الخدمات، الاهتمام بتطوير التعليم.
هي رؤية ملكية تدعو إلى تصميم جديد ونموذج جديد يمكننا من الاستفادة من العقل البشري والاستثمار بمكونات رأس المال البشري، كعنصر قوة من خلال القوى الكبرى وهي المعرفة والريادة والإبداع...
حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.
أحمد ذيبان
كأس العالم
الرياضة جزء من اهتمامات الشعوب منذ قديم الزمان، وقد تغيرت وتطورت فعالياتها مع مرور الوقت، وتبلغ ذروتها في الوقت الذي تنظم فيه بطولة كأس العالم لكرة القدم «المونديال»، التي تقام بطولتها الثانية والعشرون في هذه الأيام بدولة قطر لأول مرة في دولة عربية.
وبالنسبة لي شخصيا لست مهتما بكرة القدم رغم شعبيتها الواسعة، فقد تربى جيلي على ألعاب شعبية بسيطة، لكنني أهتم فقط بمشاهدة بعض المباريات في المونديال والبطولة النهائية، وأذكر عندما كنت أعمل في جريدة الراية القطرية، كتبت افتتاحية بتاريخ 11/12/ 2004، بمناسبة تنظيم دولة قطر للدورة 17 لكأس الخليج، ونشرت على الصفحة الأولى من الجريدة، ولا زلت احتفظ بصورة عنها لأنها بالنسبة لي خارجة عن المألوف في كتاباتي، وكانت الافتتاحية تشيد بحسن التنظيم وجهود دولة قطر في دعم الرياضة، وكان عنوانها «خليجي 17.. الرياضة تداوي جراح السياسة»، ووصفت افتتاح الدورة ب «عرس جميل قل نظيره في افتتاح البطولات الرياضية بالمنطقة».
الجديد في تلك الدورة كان مشاركة العراق، بعد انقطاع استمر 16 عاما لأسباب سياسية معروفة، كما شارك فيها اليمن بعد أن بدأ مسيرة الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي في ذلك الوقت.
يوجد مئات الملايين من المدمنين على متابعة مباريات كرة القدم، سواء كانت المباريات ذات طابع محلي أو عربي ودولي، وثمة تعصب من قبل الكثيرين لبعض الفرق يصل إلى حالة الهستيريا، ولا يخفى ما تشهده الملاعب في عديد المباريات من عنف وتكسير للمنشآت، أو تنظيم مواكب استفزازية احتفالا بفوز فريق على خصمه!
ويلفتني ما أشاهده في المقاهي من تفاعل الكثيرين وتعصبهم لفريق منتخب أو ناد معين، إلى درجة أنهم يشتمون حارس المرمى أو لاعب دفاع أو هجوم، ويعيبون عليهم إضاعة فرصة تسجيل هدف! وروى لي أحد الشباب المتحمسين من مشجعي نادي برشلونة، أنه في لحظة انفعال خلال مشاهدة مباراة في مقهى، قذف أحد «الخصوم» من مشجعي ريال مدريد بالأرجيلة!
يسجل لدولة قطر بأنها نجحت بتنظيم هذه الدورة بصورة رائعة، ومنذ بداية الدورة حدثت مفاجآت تبدو صادمة للمتابعين، مثل خروج الدولة المضيفة «قطر» من السباق في وقت مبكر، ربما بفعل الفرحة بتنظيم المونديال! والمفاجأة الثانية كسر أسطورة «ميسي» من قبل المنتخب السعودي بفوزه «التاريخي» على منتخب الأرجنتين، ثم خسرت أمام بولندا، وسجلت اليابان مفاجأة أخرى بفوز تاريخي على منتخب ألمانيا المتوج باللقب 4 مرات! وتبقى الكرة المتدحرجة بين الأرجل لا تخلو من مفاجآت ويصعب الرهان على نتيجتها.