جسدت المباحثات التي أجراها أخيرا جلالة الملك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، عمق العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين الشقيقين.
وتأتي هذه المباحثات لتؤكد أهمية تعزيز التعاون على المستويات كافة ولاسيما السياسية والاقتصادية والبناء على ما تم انجازه في إطار المشروعات المشتركة.
التأكيد الأردني على قدسية أمن العراق كركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها كان حاضرا على طاولة المباحثات،إضافة الى دور العراق في محيطه العربي والإقليمي، وإدامة التشاور والتنسيق المشترك في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين وأمنهما وازدهارهما والقضايا العربية، والحرص على مواصلة مشاريع التكامل العربي من خلال تعاون الأردن والعراق ومصر.
هذه المباحثات تأتي تتويجا للجهود الدبلوماسية الأردنية، والتي حرصت دائما على لملمة البيت العربي وتعزيز العمل العربي المشترك، كما انها تشكل إضافة جديدة لانطلاقة مرحلة جديدة، حيث يأمل من خلالها الأردن تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين الشقيقين، بما ينعكس إيجابا على العمل العربي المشترك في الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية، كما أن العلاقات الأردنية العراقية سجلت خلال السنوات الأخيرة تطورا مهما في سياق الحديث عن الوضع الاقتصادي والتعاون في مجال الطاقة والاستثمار.
مباحثات الملك مع السوداني شملت جهود مواصلة التعاون بين الدول الثلاث (الأردن والعراق ومصر )، الامر الذي يؤشر إلى الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها هذه الدول من موارد النفط وأيدي عاملة ومواقع إستراتيجية مؤثرة في المنطقة، كما أن وجود العراق يمثل انجذابا هاما للمحيط العربي، مع وجود رغبة كبيرة على المستوى الرسمي أو الشارع العربي في عودة العراق الى حاضنته العربية.
وأكد سياسيون واقتصاديون في حديثهم إلى $ أهمية التنسيق والتكامل الأردني العراقي بما يخدم مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين ويعزز من فرص التعاون المستقبلي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية.
الخبير والباحث الاقتصادي حسام عايش قال: زيارة رئيس الوزراء العراقي تحمل أكثر من معنى على الصعيد السياسي والاقتصادي والإقليمي والعلاقات العراقية الأردنية الداخلية للبلدين، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء العراقي الجديد يمثل التنسيق العراقي.
ولفت إلى أهمية الزيارة في خلق انسجام أردني عراقي حيال تنفيذ العديد من الاتفاقيات الاقتصادية التي كانت معطلة مثل اتفاقية أنبوب الغاز من البصرة إلى العقبة والذي يمثل أبعادا اقتصادية إستراتيجية كبيرة للعلاقات الثنائية وطريقة نقل النفط العراقي، لافتا إلى وجود اتفاقية الربط الكهربائي التي كان من المقرر ان يبدأ العمل بها اعتبارا من مطلع العام القادم 2023، وبناء المنطقة الصناعية المشتركة على حدود البلدين وتطوير مرافقها لخدمة البلدين إضافة لوجود تبادل وربط تجاري، مشددا على دور وضرورة زيادة حجم التبادل التجاري بين ?لأردن والعراق.
ودعا إلى زيادة فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين في كافة المجالات الاستثمارية والاقتصادية وبحث المشاريع المشترك بينهم ضمن في إطار تعاون ثنائي وإقليمي لمشاريع إستراتيجية عملاقة تمكن كافة الأطراف من الإمكانيات المتاحة.
المحلل السياسي الدكتور بدر ماضي قال: العلاقات العراقية الأردنية تكتسب أهميتها في إطارها الثنائي والعربي.
اضاف: الأردن حريص على استدامة التعاون والتنسيق بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة.
واشار الى حرص جلالة الملك الدائم على دعم عودة العراق إلى الساحة العربية والدولية بكل طاقاته وشبابه، مضيفا أن الرسالة التي أرد العراقيون أرسالها إلى الأردن أن العلاقة بين البلدين لن تتأثر في تغير الأشخاص والأحزاب وان هذه العلاقة تمثل استمرارية للمواقف الأردنية الأخوية تجاه العراق وشعبه ومؤسساته، وان العراق مازال يمد يده الى الأردن الذي كان على الدوام السند والداعم لأمنه واستقراره وازدهاره.
