خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

خطاب العرش السامي ورسالة لن الابدية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
النائب د. فايز بصبوص

إن التوقيت الزماني لانعقاد الدوره العادية الثانية لمجلس الأمة، والتي أوجبت خطاب العرش الملكي السامي جاءت في بعدها الزمني في سياق تطورات دولية وإقليمية، وبعد انتهاء عمليات الفرز في الكنيست الصهيوني.

هذا البعد الزماني قد جعل دولة الاحتلال بمجموع تحالفات اليمين المتطرف الصهيوني والذي حصل على 64 نائباً يرتكز في بنائه الفكري على أبعد شكل من أشكال التطرف، وجعل من الصهيونية الارثودكسية الدينية ومنطلقاتها الفكرية التي تعود الى أحزاب صهيونية متشددة متهمة بجرائم ضد الإنسانية، ورفضت كل الحكومات الصهيونية المتعاقبة إدراجها ضمن المنظومة السياسية الصهيونية، التي يتحدث ويكتب عنها الاعلام الإسرائيلي بأنها الوجه الآخر لـ"داعش اليهودية»، وذلك باعتبار أن هذه الحركات مصنفة كحركات شوفينية عنصرية تؤمن بالذات وتنبذ الآخر حتى ولو كان يهودياً، والتي لا تتوانى عن الذهاب الى ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر لتحقيق أهدافها.

هذا التشخيص الزماني جعل جلالة الملك في البعد السياسي لخطابه يبعث برسائل واضحة المعالم بأن كل التطورات التي تتسارع يومياً داخل الكيان الصهيوني، والتي انتجت هذه الأحزاب واستمدت أغلبيتها من خلال شعبوية تعتبر الدم الفلسطيني معيارا برلمانيا.

هنا جاء جلالة الملك ليس فقط لاعادة صياغة موقف الدولة الاردنية من القضية الفلسطينية، إنما الحقها في «لن» الجازمة والحازمة والأبدية في سياق الخطاب، بأن الثوابت الأردنية لا يمكنها أن تقع ضمن إطار المساومات أو الاخذ والرد، فعروبة القدس وحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني من خلال إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وضمن سياقات ثابتة أوضحها جلالة الملك بشكل غير مباشر بأن أي تحولات ستطرأ على حكومات الكيان الصهيوني لا يمكنها وضمن أي معايير «إجبار» الأردن على التراجع عن موقفه وثوابته التاريخية المرتبطة بفلسطين، وأن أي تشكيل لا يمكنه أن يجعل الأردن صامتا منعزلا خائفا من الشخصيات التي ستفرزها مشاورات «الليكود» المتطرف، والتي باغلبيتها تشاغب على الوصاية الهاشمية.

الاردن يعرف تماماً البنية الفكرية والنظرية والايدولوجية لذلك التحالف من هنا جاءت الـ(لن) الابدية ضمن اصطلاح وهو (كنا وما زلنا وسنبقى) داعمين للشعب الفلسطيني حتى تحقيق اهدافه وتقرير مصيره، وهذه الرسالة قد وصلت بكل ابعادها إلى دولة الاحتلال، الذي يعي تماما محورية الدور الأردني على الصعيد الإقليمي والدولي، وأن محورية هذا الدور المرتكزة على حكمة جلالة الملك المفدى والواقع الجيوسياسي لوطننا الحبيب سيوظف من اجل دعم الاخوة الفلسطينيين وهنا قال جلالة الملك:

"إن هذا الدور المحوري للأردن سيبقى منصبا على الدفاع عن القضية الفلسطينية، التي كنا وما زلنا وسنبقى على مواقفنا الداعمة لها، وهي على رأس أولوياتنا ولا سبيل لتجاوزها إلا بحل عادل وشامل يبدأ بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة."

الجهود التي يبذلها الأردن ضمن إطار الاستراتيجية الملكية للتشبيك التنموي الإقليمي حالت دون محاولات عزل الفلسطينيين اقتصاديا وان دمج فلسطين في استراتيجية التشبيك الاقتصادية لا يعني باي شكل من الاشكال على حساب البعد السياسي والتي تروج له دولة الاحتلال فعلى العكس يقوي الموقف الفلسطيني ويجعله ينفك عن التبعية الاقتصادية المفروضة من قبل الكيان من خلال هذا الدمج وهنا رسالة واضحة غير قابلة للتأويل.

قال جلالته: «إن غياب أفق للحل السياسي ينبغي ألا يحول دون مواصلة العمل من أجل دعم الأشقاء الفلسطينيين اقتصاديا، لتعزيز صمودهم على أرضهم وتثبيت حقوقهم المشروعة.

ولأننا الأقرب إليهم سنعمل على أن يكونوا شركاء أساسيين في المشاريع الإقليمية ولا نقبل بتهميشهم، ونجدد تأكيدنا على أن التمكين الاقتصادي ليس بديلا عن الحل السياسي."

"أما بالنسبة للوصاية الهاشمية فان هذه المسؤولية التاريخية تتمحور حول جميع الابعاد السياسية والقومية والروحية ومن ثم الاعمار الهاشمي فاستهداف الوصاية الهاشمية كمحور مركزي للمتطرفين الصهاينة يأتي بهذا العنف لتلك الابعاد مجتمعة»، ولذلك وضع جلالة الملك «الثابتة» الاكثر أهمية في التعامل مع المقدسات الاسلامية والمسيحية من خلال الدمج بين مقاومة سياسة الاقتلاع والتهويد وسياسية الافراغ المسيحي من الشرق لتكذيب سردية دولة الاحتلال المشوه والاسطورية في تبريرها مشروع التهويد ولذلك قال جلالة الملك: «والتزاما بمسؤوليتنا التاريخية، التي نحملها بكل أمانة، سنواصل دورنا في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها».

من هنا لا بد من إسناد وطني حقيقي بكل تفاصيله لتلك الاستراتيجية الملكية من خلال رفع مستوى التنسيق مع القيادة الفلسطينية على الصعيد السياسي، وإعادة تحديث الوعي الجمعي الأردني بأهمية الوصاية الهاشمية في بعدها السياسي والقومي والروحي، حتى لا تبقى عالقة في الأذهان أن الإعمار الهاشمي ليس هو فقط محور الوصاية كما تلمسته من خلال نشاطي اليومي مع ابناء الأردن الشامخ الصابر الصلب صاحب الرسالة الاشرف والاغلى على مدار تاريخ أمتنا العربية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF