خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«لافروف» في عمان.. مواجهة دبلوماسية السلام

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
حسين دعسة

الآن، بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نحتاج عملياً إلى التفكير في عدة خيارات، حول طبيعة الحدث المهم أردنيا، دوليا وإقليمياً.

بدت الساعات التي أمضاها وزير خارجية روسيا الاتحادية في المملكة، نقطة احتار في تفسيرها عديد خبراء وسياسة الدول في الإقليم والمنطقة، برغم أن العلاقات الأردنية/ الروسية، طبيعياً، ودولياً، علاقات لها امتيازها وخصوصيتها، وهي تعود إلى ما قبل الحرب الباردة بين قطبي القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية في عالم ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

يؤمن الملك عبدالله الثاني، بمجموعة من الأفكار المستنيرة سياسيًا واقتصاديًا وقياديًا، وضع رؤية ملكية هاشمية ناظمة لمسارات الدبلوماسية الأردنية والعلاقات الدولية والإقليمية، والتي باتت من العلامات الفارقة في السياسة الدولية؛ ذلك إيمان هاشمي، ممتد الجذور والرؤى، منذ أن اعترف الأردن «بالاتحاد السوفيتي» عام 1963 ودولة روسيا الاتحادية عام 1992،ما عزز مسارات العلاقات بين المملكة وروسيا، ضمن منطق العلاقات المتبادلة، والروابط التاريخية الحضارية بين البلدين تعود جذورها إلى ما كان أرسى قواعدها الملك الراحل الحسين بن ?لال،طيب الله ثراه، منذ أكثر من 62عاما.

وصول وزير خارجية روسيا الاتحادية إلى العاصمة عمان، اللقاء الحاسم مع الملك عبدالله الثاني، وضع علامة مميزة لطبيعة زيارة دبلوماسية لقطب السياسة الخارجية الروسية، وهي تأتي في ظل أزمات وتداعيات سياسية كبرى تؤثر دون شك على طبيعة العلاقات الأردنية الروسية، وهي–بالأصل الرسمي الدبلوماسي، تعزز نقلة سياسية أحدث خلالها الملك عبدالله الثاني منذ عام 1999، فروقات جوهرية تفسر أهمية الأردن لروسيا، والعكس، وهذا أمر تفهمه الدبلوماسية القائمة على تبادل المصالح والتعاون الدولي، وتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية.

.. لافروف، وصل عمان مساء الأربعاء، الماضي، في زيارة رسمية، معلنة كما أفادت وكالة «تاس»، التي قالت: «انه من المقرر أن يجري لافروف، محادثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، ويلتقي الملك عبد الله الثاني».

.. ماذا جرى خلال أقل من 24 ساعة، هي وقت الزيارة المهمة حقاً..؟

* أولاً:

بحث القضايا الدولية والإقليمية، ولا سيما الوضع في أوكرانيا.

*ثانياً:

القضية السورية؛ استنادا إلى أن الأزمة السورية من أهم الملفات المشتركة بين عمان وموسكو، وتعتبر مناطق خفض التصعيد في جنوب سوريا من ثمار التعاون الأردني الروسي، وتحديدا فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية جنوب سوريا على الحدود مع الأردن، كما أن الجانبين يدعمان سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ولطالما أكدت عمان في محادثاتها مع موسكو حول سوريا، على أنه لا بديل عن حل الأزمة سياسياً اعتمادا على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، مع التقيد الصارم بالقانون الدولي وأحكام ميثاق ال?مم المتحدة.

* ثالثاً:

عملية السلام والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، اذا يتفق الجانبان الأردني والروسي على الرؤى- بشكل اعتيادي- بضرورة دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وصولا إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طبقا لقرار مجلس الأمن 242 وانسحاب الاحتلال من الأراضي المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967 كما يتفق الجانبان على اعتبار المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية وغير قانونية.

* رابعاً:

الوضع في العراق، وتعزيز الجهود العراقية لصون وحدة العراق وتشكيل الحكومة والانتخاب آت، وهي مواقف اردنية روسية، فيها دبلوماسية مماثلة بشأن الوضع في العراق وضمان مستقبل العراق السياسي في المنطقة والإقليم.

*خامساً:

العلاقات الثنائية، ومستقبل مجلس الأعمال الروسي الأردني،ومستقبل التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية عام 2009، اتفاقية استكشاف حقول النفط والغاز في الأردن عام 2011 والتعاون في مجال الطاقة.

على هامش هذه القضايا والملفات، عادت الذاكرة إلى آخر زيارة قام بها لافروف إلى الأردن، كانت للبحث في ذات الملفات التي تعلنها خارجية روسيا، وكان ذلك عام 2019.

.. بالفكر السياسي التنوير، الجامع لخبرة إقليمية ودولية وأممية، الملك الهاشمي، يؤكد، أثناء استقبال الوزير الروسي، أهمية تثبيت الاستقرار في سوريا وخاصة في الجنوب السوري، النقطة الساخنة على الحدود السورية.

خلال لقاء الملك عبد الله الثاني مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة عمان، العالم يترقب، هذا أمر عادي، فما يحدث في العالم من أزمات وتداعيات ناشئة عن الحرب الروسية الأوكرانية، يجعل اي لقاءات دبلوماسية، سياسية نقطة ضوء، في مسار دبلوماسية وضع الحلول للأزمات، وهي سياسة الملك عبدالله الثانية التي ترنو للسلام وإنهاء الصراع في موسكو وكييف.

في زيارة سيرغي لافروف، تعلمنا مصطلحات سياسية ودبلوماسية مهمة لها أبعاده الجيوسياسية والاممية، خصوصاً أنها من صلب دبلوماسية التعاون الدولي، وهي:

1- إطار الزيارة:

في إطار زيارة رسمية غير محددة المدة، يُجريها الوزير الروسي إلى المملكة.

2- مجال المباحثات:

استعرض الجانبان العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفق المصدر ذاته.

3- جوهر اللقاء

«أهمية تفعيل جهود التوصل لحلّ سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ويضمن عودةً طوعية وآمنة للاجئين».

4-تهريب المخدرات

تناول «الأعباء التي يواجهها الأردن جرّاء الأزمة السورية، بما فيها محاولات التهريب المنظمة للمخدرات».

5- القضية الفلسطينية

بحث القضية الفلسطينية، وجهود العودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين».

6- الوصاية على القدس

الملك عبد الله الثاني، أكد وأصر مواصلة الأردن جهوده في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بموجب الوصاية الهاشمية عليها.

7- أزمة اوكرانيا

نوقشت جهود حل الأزمة الأوكرانية ومعالجة تبعاتها، بحسب الديوان الملكي الأردني، وهي ذات الإشارة عندما وصل لافروف المملكة في زيارة رسمية غير محددة المدة، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره أيمن الصفدي، تناولت العلاقات الثنائية، والعديد من القضايا الإقليمية والدولية.

.. الأردن قبل الأزمة الأوكرانية، كان واسع الأفق مع روسيا الاتحادية، وما بعد الأزمة، للمملكة هيآت انسانية، والتزامات دولية مع حرية الخيارات والتبعيات السياسية والأحلام حول العالم، لهذا، يتخذ الملك عبدالله، سنداً فكرياً تنويرياً، جامعاً مانعاً، يبدي كل مواقف الأردن من العالم، الإقليم والمنطقة، ضمن ثوابت هاشمية فيها الحق والعدالة والمروءة والدعوة لدبلوماسية السلام والتفاوض السياسي، لا الاحتراب والأزمات الداخلية، وهذا يعيدنا إلى تذكر أهم زيارة قام بها الملك عبدالله الثاني، إلى روسيا في 18 تشرين الثاني 2003, با?ت خلاصتها درسا في العلاقات الدولية.

دبلوماسية عبدالله الثاني، تعد درساً في سبل التعاون الدولي والأممي، وهي تقود، شركاء ودول جوار المملكة والخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى مرجعية خبرة ودراية يصفها الملك بحب ونبل: «أن الجميع في الإقليم حالياً يسعون للنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب للمضي قدماً».

٠في ذلك لا مسارات سرية أو مخفية في زيارة لافروف إلى الأردن، وهي ضمن بروتوكولات الدبلوماسية الأردنية الملزمة بالحق والعدالة والسلام والحوار، هنا، من المهم أن نتذكر أن بعض الخيارات عملية والبعض الآخر ليس كذلك، مثل القلعة في فنجان ليس خيارًا معقولًا أو ممكنًا.. عمليا هذا ما حدث!

.. الملك والدولة الأردنية محور تلاقي كل خيارات العالم والمملكة نقطة ارتكاز صعبة بما فيها من وضوح وسلام.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF