خلال السنوات الأخيرة كثُر الحديث عن الميتافيرس بل وتتنافس المؤسسات وتتباهى باقتناء أدواته ووسائله وتطبيق استراتيجياته، فهل هو حاجة؟ أم رفاهية؟ في الحقيقة إن الميتافيرس فرصة قيمة مضافة وفريدة للعالم الرقمي الذي نعيشه لمواكبة الثورة الرقمية الرابعة والذكاء الاصطناعي واستثمارها في تفعيل التعليم الإلكتروني إذ آن العصر الثالث للرقمنة حسب توقعات المختصين وأنه سيتم استبدال الصفحات الثابتة المسطحة على الأجهزة الرقمية بمجموعة ميتافيرس للمساحات الرقمية ثلاثية الأبعاد، لتمكن الأفراد من التفاعل كأفاتار تمكنك أن تكون متاحًا دائمًا وتتفاعل مع الآخرين داخل عالم افتراضي له آثار عميقة على بناء القدرات والتعلم، من خلال توفير سماعات الواقع الافتراضي ((VRوشاشات مثبتة على الرأس تدمج الحواس وتوفر إحساسًا منقطع النظير بالوجود المتجسد والتنقل بالحرية الكاملة والتفاعل عبر سيناريو ثلاثي الأبعاد تمامًا مثل الحياة الواقعية وتشرك النظام الحركي للدماغ ويبني ذاكرة العضلات ويسهل محاكاة السيناريوهات للعمليات الروتينية وغير العادية كل ذلك في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة.
ويمكن لمؤسساتنا التربوية استثمارها في التعليم وبناء القدرات بشكل إيجابي من خلال ما يلي: أولاً تعلم وتواصل وتفاعل في عالم افتراضي من خلال ارتداء النظارات الافتراضية وخوض التجربة والمغامرة داخل بيئة افتراضية للتعلم والاستكشاف والتواصل فمثلاً التجول في أشهر مكتبات العالم أو القيام برحلة فضائية وزيارة المجموعة الشمسية أو إجراء تجارب علمية داخل مختبر افتراضي معزز أو رحلة في أعماق البحار تجارب عملية وزيارات فعلية داخل عالم افتراضي تنقل قاعاتنا الدراسية من التدريس التقليدي إلى عالم جديد يمتاز بالإثارة والتجربة ومشاركة الحواس. ثانيًا تحسين المهارات من خلال تجسيد المهارات باستخدام سيناريوهات العالم الحقيقي ومواقفه وارتكاب الأخطاء دون عواقب إذ يجمع بين الواقع الافتراضي وعلم البيانات والتصميم المكاني لتحسين مشاركة الطلبة والثقة فيه والتطبيق. فمثلاً يطبق التعلم التجريبي والتدريب العملي ومحاكاة الواقع الافتراضي وإجراء التجارب في المختبرات الافتراضية كإجراء العمليات لطلبة الطب والتشريح والتدريب المكثف لإكساب المهارة والخبرة والمعرفة مع تغذية راجعة مستمرة. ثالثًا الاكتشاف والتخيل ورواية قصص تفاعلية متعددة الحواس وتصور السيناريوهات وقصص 360 درجة صغيرة الحجم، والجولات الافتراضية، والتصورات، وخوض تحديات التنمية العالمية الحاسمة، بما في ذلك تغير المناخ، والتعليم، والجنس، والتنمية، والتجارة، والصحة العامة. رابعًا بناء القدرات البشرية من دمج الطلبة في صراعات العالم الحقيقي ويسمح لهم بممارسة مهاراتهم الشخصية في بيئة آمنة، وإجراء محادثات صعبة مع الموظفين أو العملاء والتدريب على السلامة المتعلقة بالسرقات أن تخلق إحساسًا بالخطر والارتباك وكيفية التصرف الصحيح. خامسًا تحسين دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بتحسين الوصول التعليمي والاجتماعي وتوفير البيئة الغامرة والتفاعل الاجتماعي والمساهمة في حل مشكلات القدرة على تحسين مهاراتهم الشخصية والمهارات الوظيفية، من خلال تطبيقات الواقع الافتراضي، يمكنهم ممارسة المهارات والتفاعل مع الآخرين في بيئة آمنة دون الشعور بالارتباك أو القلق وتحسين نوعية حياتهم. سادسًا تقييم مستمر وتغذية راجعة وجمع البيانات غير المستغلة حتى الآن لاكتساب رؤى حول سلوك الطلبة لتتبع التقدم ونقاط القوة لتعزيزها وتحديد الثغرات والضعف للوقوف عليها وعلاجها وتحسين تجربة التعلم باستمرار والقيام بتجارب تعليمية غامرة للمؤسسات تثير الأداء والانتباه والمشاركة والمشاعر والتحليل التنبؤي لدى الطلبة.
ختامًا إن إضافة فصول الواقع الافتراضي الميتافيرس في التعليم تعزز المنظومة التعليمية من خلال جعل القاعات الدراسية أكثر ذكاءً والسماح للطلبة بالانغماس الكامل وتجربة كل المحتوى عمليًا عن كثب وتوفير مساحات كبيرة للتجربة وعدم الخوف من الفشل والتعلم من الإخفاقات في الموضوعات التي تتطلب تجارب عملية، حتى الفصول النظرية، نأمل التوسع في تفعيل التعليم الافتراضي ثلاثي الأبعاد لتحقيق نتائج التعليم المرجوة بكفاءة وفاعلية وجودة.