من أكبر المشاكل التي تواجه الشباب الأردني، البطالة، وقد تم طرح مفهوم ريادة الأعمال كأحد أفضل الحلول السريعة لتقليل التكلفة المترتبة على ارتفاع معدل البطالة.
ريادة الأعمال في الاقتصاد السياسي تعرف بأنها أسلوب يوفر إطارا لكيفية تحويل الفكرة الجديدة إلى عمل تجاري مربح، مرورًا بكافة مراحل التأسيس والنمو والتمويل، بغية الحصول على عائدات جيدة تتيح تحقيق الاستقلال المالي للشباب، من خلال تأسيس شركة ناشئة تخلق الانطباع الإيجابي لدى العملاء والموردين والمستثمرين.
وتختلف أنشطة ريادة الأعمال باختلاف نوع النشاط الذي تتبعه الشركة الناشئة. وتتراوح ريادة الأعمال بين شركات فردية أو جماعية بعدد محدد من الأشخاص.
ويوجد الآن العديد من المنظمات التي تدعم روّاد الأعمال والتي تشمل بعض الهيئات الحكومية المعنية، وبعض المؤسسات العلمية التي صممت حاضنات الأعمال.
لقد أولى ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله اهتماماً كبيراً بموضوع ريادة الأعمال، وقام بالعديد من اللقاءات مع الرياديين الأردنيين الشباب، وممثلي المؤسسات الداعمة للأعمال الريادية، التي تسهم في التصدي لمشكلة البطالة، وتوفير فرص العمل للشباب والشابات الأردنيين.
وقد عملت مؤسسة ولي العهد على مد جسور الشراكات الاستراتيجية مع الشباب لضمان مشاركتهم في بناء مستقبل أكثر نجاحاً وازدهاراً لأنفسهم ولمجتمعاتهم المحليّة.
مؤسسة ولي العهد وفرت المنصات التي ترفع أصوات الشباب وتمكنهم من تعزيز قدراتهم لإحداث الفرق، من خلال عمل مبادرات تطلقها المؤسسة لخدمة آلاف الشباب في جميع محافظات المملكة.
ومن أهم المبادرات الرائدة التي اطلقتها مؤسسة ولي العهد، مبادرة «مصنع الأفكار»، التي تعنى بإثراء وتطوير النظام البيئي للابتكار من خلال إيجاد حلول ريادية للمشاكل.
لقد تم توفير مختبر تصنيع رقمي، يضم أجهزة ومعدات حديثة، لدعم مشاريع المبتكرين من الشباب والشابات الأردنيين، ولتشجيع التعليم التقني وتعزيز منظومة الابتكار في الأردن. هي مظلّة متكاملة تجمع الباحثين والدارسين والمبتكرين، وتتيح لهم فرصة تصنيع النماذج الأولية لمنتجاتهم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجالات التصنيع الرقمي الذي يضم الطباعة ثلاثية الأبعاد وبحسب أهداف المصنعين سواء كان لتسويقها أو تطويرها.
مصنع الأفكار، متاح أمام جميع الشرائح العمرية والمهنية في الأردن، وهو مهيأ لذوي الاحتياجات الخاصّة أيضًا، وينفّذ زيارات دوريّة في كافّة محافظات المملكة، ويقوم بتنفيذ عدد من الدورات التدريبيّة للشباب والشابات، بمساعدة خبراء عالميين ومحليين، وذلك بهدف التعريف بأهمية ومفهوم التصنيع الرقمي، لما لذلك من دور كبير في فتح الباب أمام الشباب لتحويل أفكارهم وتصاميمهم إلى منتجات ملموسة على أرض الواقع.
وهنا لابد للشباب من إدراك حقيقة مهمة بأن طبيعة وظائفهم قد اختلفت وتغيرت بسبب الرقمية والتكنولوجيا، وبالتالي باتت الرقمية والريادة والابتكار مهمة جدا، حيث إن التحول نحو المشاريع الرقمية هي أفضل وسيلة متاحة لتوفير فرص عمل جديدة بتكلفة منخفضة، بعيداً عن فرص الأعمال والاستثمار التقليدية.
الثقافة الرقمية، تخلق فرص عمل جديدة للشباب، وعلى الجامعات والمؤسسات ذات العلاقة، العمل بجهد من أجل تلمذة وتدريب الجيل الجديد على فرص العمل الرقمي للتغلب على صلف البطالة المنتشرة.
