خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

سوء استخدام المضادات الحيوية.. بين الاستسهال والاستكساب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أسامة أبو الرب

تشكل مقاومة المضادات الحيوية مشكلة متزايدة عالميا، وهي تعني أن الأدوية التي كانت في السابق فعالة في قتل بكتيريا معينة، لم تعد قادرة على ذلك.

وصفت منظمة الصحة العالمية مقاومة المضادات الحيوية بأنها «من أكبر المخاطر التي تحيق اليوم بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية، مؤكدة أنها تؤدي إلى تمديد فترة الرقود في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات».

من أبرز أسباب مقاوم المضادات الحيوية هو سوء استخدامها، فمثلا يتم أخذ المضاد الحيوي لعلاج التهاب فيروسي مثل الانفلونزا، وهو أمر خاطئ تماما، فالمضادات الحيوية تعمل فقط ضد البكتيريا لا الفيروسات، وعند أخذها بهذه الطريقة فأنت تعطي البكتيريا في الجسم فرصة للتعرف على المضاد الحيوي وتطوير مقاومة له.

«الضربة التي لا تقتلك تقويك»، هذا المثل يستخدم في سياق جيد وهو التحدي والوقوف بعد السقوط، ولكن البكتيريا تستخدمه في حربنا، فالمضادات الحيوية التي تعطى دون حاجة أو تعطي بكميات غير كافية لقتل البكتيريا، تجعل البكتيريا تقوي ظهرها وتصبح أكثر قدرة على التصدي للمضاد الحيوي في المرات القادمة.

يحدث ذلك عندما يصف الطبيب كورس مضاد حيوي للمريض، ويكون لمدة أسبوع مثلا. ولكن عوض أن يلتزم المريض بذلك فإنه فور شعوره بالتحسن يوقفه بعد يومين مثلا، وبذلك يكون قوّى البكتيريا في جسمه ودربها لتصبح مقاومة.

في الأردن الغالي، كما في دول العالم، نواجه مشكلة سوء استخدام المضادات الحيوية. مع تأكيدنا هنا أنها مشكلة عالمية، وهي ليست محصورة لدينا، وبالرغم من جهود التوعية حيالها، إلا أننا نحتاج المزيد.

في عام 2020 وجدت دراسة أجراها الدكتور ضرار عبدالقادر من جامعة البترا، وآخرون -ونشرت في مجلة الرعاية الأولية وصحة المجتمع- أن المجتمع الأردني لديه عموما معرفة ووعي ضعيفان تجاه استخدام المضادات الحيوية ومشكلة مقاومة المضادات الحيوية.

مجتمعنا الأردني يعد من الأعلى عالميا في التعليم، وهو أمر نعتز به ونفاخر به العالم أجمع، ولكنه يحتاج المزيد من التوعية حول استخدام المضادات الحيوية.

في بعض الأحيان يكون سوء استخدام المضاد الحيوي ليس نابعا من قلة المعرفة، بل من سلوك «الاستسهال»، إذ ربما يستسهل الطبيب إعطاء المضاد الحيوي للمريض، خاصة أن هناك انطباعا أنه كلما كان الطبيب أشطر، كلما كتب المزيد من الأدوية.

بالمقابل هناك سلوك «الاستكساب» - أي التكسب والتربح من الحكومة- لدى بعض المراجعين، الذين يرون ضرورة الاستفادة من أي زيارة للمركز الصحي المؤمنين فيه، ولذلك يطلبون من الطبيب كتابة كل ما يمكن من علاجات ومضادات.

كلا السلوكين خاطئان، واستعمال المضادات الحيوية في غير مكانها هو إهدار لمقدرات الدولة الأردنية وأموال الشعب الأردني، وهي أموال كانت ستصرف في الصحة والتعليم والبنية التحتية.

كما أن مقاومة المضادات الحيوية تؤدي إلى خسائر بشرية، نتيجة الأمراض والوفيات، وأيضا اقتصادية، إذ ان المريض يتطلب عند إصابته ببكتيريا مقاومة، المزيد من العلاجات المكلفة، والمكوث في المستشفى.

المضادات الحيوية ليست مكسرات أو تسالي، ويجب أن نستعملها فقط عند الحاجة، قبل أن يفوت الأوان، وتتطور جراثيم شرسة لا نعود قادرين على مواجهتها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF