يكتظ الصيف بالمناسبات ومنها مناسبات خاصة في حفلات التخريج من المدارس والجامعات والأعراس، ومنها المهرجانات الرسمية التي تقام سنوياً وتقابل بحضور جماهيري غزير أحياناً وقليل أحياناً أخرى، بحسب الفعالية وتوقيتها ومكانها. لكن ومن منطلق اهتمامي المستمر بالسياحة بأشكالها المتعددة وبالأخص السياحة الدينية والعلاجية والسياحة التي يطلق عليها اسم «سياحة المؤتمرات»، وقد تحدثت عنها في هذا المنبر بتاريخ 4 كانون الأول 2016، لكن هنالك اليوم وفي هذا الصيف تحديداً سياحة المهرجانات.
وهذه السياحة تزدهر في المجتمعات، تبعاً للحالة الأمنية المتميزة بالسلام والاستقرار، وإلا فلا مكان لها. لذلك نقدر هنا الجهود الأمنية المضافة على رجال وسيدات الأمن في وطننا الحبيب الذين يبذلون كل الجهود للحفاظ على حالة الوطن الأمنية المستقرة والاستمرار بها بشكل دائم وبتوفيق من الله تعالى. ومن الحالة الأمنية إلى الحالة الصحية التي تعافت والحمدلله، مع أن الحذر واجب وبالأخص بعد اطلالة متحورات فيروسية جديدة برأسها في العالم. وكذلك فالتقدير يذهب الى وزارة الثقافة التي تقوم بمجهود رائع على مستوى الوطن، باشتراكية مع?وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، وبالأخص بعد احتفالات المئوية الثانية، واعلان اربد عاصمة للثقافة العربية، والسلط مدينة التراث الانساني، ومادبا عاصمة السياحة العربية.
وتستقطب سياحة المهرجانات المشاركين من داخل الوطن، وتحرك الحافلات السياحية وتنعش المطاعم. وهي أيضاً تستقطب المواطنين المغتربين القادمين لقضاء عطلة الصيف بين الأهل والأحبة. ولكن السؤال، هل تستقطب هذه المهرجانات الأشقاء والأصدقاء من دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة؟ وهل تعمل المكاتب السياحية على إدراج حضور المهرجات في جدول السياح والحجاج المقيمين حالياً في الأردن؟ فالسائح في نهاية نهار حافل بالزيارات للأماكن الأثرية، بحاجة إلى الترفيه الجميل والراقي، فهل يكون في ذهن المنظمين لبرامج المؤتمرات إقامة فعاليات تلبي ذ?ئقة الزائرين من خارج الأردن.
وان كان ثمة ملاحظة أخيرة، فهي أن تقام المهرجانات ضمن برنامج وطني شامل، وقد جرى في هذا العام إقامة مهرجانات مشتركة بنفس الوقت، مما يؤثر على كثافة الحضور هنا أو هناك. وما ندعو اليه هو أن يكون هنالك رزنامة يوافق عليها مع بداية العام، لكي لا يكون هنالك تداخل أو تضارب في مواعيد المهرجانات، والتجمعات الفنية الكبرى، سواء كانت مشرفًا عليها من قبل الجهات الرسمية، أو ضمن فعاليات أنشطة مؤسسات تابعة للقطاع الخاص. والهم في النهاية واحد، وهو رفع اسم الوطن عاليا، عبر النهوض بالحركة الفنية، وإيجاد فرص عمل لعدد من شبابنا و?اباتنا في هذا الموسم الفني بامتياز.
دعاؤنا إلى العلي أن يبقى هذا الوطن سالماً غانماً، ويستقطب الزوار والفنانين من مختلف أنحاء العالم، وبالأخص من الوطن العربي، والا يُنسى طبعاً الفنان الأردني الذي علينا جميعاً كأسرة واحدة واجب تعزيز حضوره وتشجيع إبداعه. وهذا قد حصل فعلا في مهرجانات هذا الصيف، وهو مدعو الى مزيد من الاستمرار بالتشجيع والتحفيز.