م. فواز الحموري
سؤال متجدد يواجه الجميع وعلى كافة المستويات، مهما حاولنا تأجيل الرد عليه، لكنه يبقى حاجة ملحة لمواجهته بشجاعة وصدق؛ الكثير من رسائل التواصل الاجتماعي تدور حول الحقيقة ولكنها لا تصل إلى جوهر ما نريد فعلا من الحياة والدنيا غير التسلية وإضاعة الوقت في تمرير رسائل لا ترقى إلى المسؤولية تجاه أنفسنا بحق لنعرف ما نريد.
من يذكر دائرة الأهداف والتي تحتوي على دوائر بداخلها لتصل إلى تلك الدائرة في الوسط والهدف والمبتغى للوصول إليه، ومن يذكر تلك الأسهم المرافقة للدائرة الكبيرة والأخرى الصغيرة والأرقام من حولها والتي تعني ببساطة إمكانية تحقيق الهدف الكبير والأقل وهكذا، وتحقيق الفوز؟.
العبور للمستقبل بعد ظهور نتائج الثانوية العامة، وحتى للطلبة على مقاعد الدراسة وأهمية تحديد الهدف، مطلب مناسب للحديث عنه والأبعد من ذلك كله نظرة الشباب للمستقبل وتحديد وجهة مسيرهم في الحياة وتحديد أهدافهم الخاصة والعامة، والتي منها المشاركة الإيجابية في الحياة السياسية والحزبية وتحديد وسيلتهم الفعالة مع مضمون ذلك وأكثر من نظرتهم لما يحيط بهم من تحديات وعقبات ومشاريع.
الإجابة وبعمق وتدبر وصدق مع النفس عما نريد وفي المجالات كافة يريح من عناء التشتت والبحث عن الأوهام والعيش في الخيال ومطاردة وملاحقة ما ينشر ويصدق فورا من رسائل تثير القلق والفتنة والإحباط، ومن امثلتها الكثير حول حدث عادي ينقلب إلى مساجلات على «السوشيال ميديا»، بعيدا عن السؤال الأهم: ماذا نريد من متابعة تلك الفضاءات المسمومة؟
لعل البعض يذكر قصة الضفادع وتسلق المرتفع ؛ قبل التحرك، ومع ضخ عبارات التهديد والوعيد من مواجهة الخطر، استمر المسير، البعض من الضفادع اعلن فشله وترك المنافسة، إلى أن فازت ضفدعة الى خط النهاية، والتي اكتشف الجميع أنها «صماء» ولم تسمع شيئا من كلام الإحباط، فوصلت للهدف أخيرا.
المطلوب تحديد الهدف وعدم السماع والسماح للأصوات المحبطة النيل من الطموح والأمل للوصول إلى الهدف مهما طالت المحاولات وكثرت التحديات ومهما كانت العقبات صعبة، ومهما كانت الإمكانات قليلة، ولكن بالعزم والتصميم يكون الهدف أسمى وأكثر قابلية للتحقيق وأكثر سعادة عند ذلك كله ولو بعد حين من التعب والكد والمتابعة.
عقب حفلات التخرج والاعراس، لا بد من طرح السؤال ذاته: ماذا نريد من الوصول إليه بعد ذلك كله، وهل يكون لبهجة الفرح والسعادة معنى أجمل، عند ربط ذلك بالهدف الحقيقي وليس المظهر الخارجي ؛ حفلة تخرج تكون بداية لمستقبل واعد بعيدا عن التكلفة الزائدة والإزعاج للأخرين والمباهاة، وحفل عرس يكون لتكوين أسرة صالحة بعيدا عن الاسراف والتبذير.
قصص النجاح في جوهرها هدف واضح وصريح، وجد في بعض حالات المثابرة وتحدي الصعاب بطاقة مثبتة في صدر المكتب والبيت تشير إلى هدف دقيق، يشاهده صاحبه ويتطلع اليه دوما ليتذكر وليواصل المسيرة صوب هدف عزيز.
ذات مرة سألت شابا: هل لديك هدف محدد، ولماذا تلبس «سلسال» وأكثر من إسواره وتُعجب على هيئتك وشكلك، هرب من الأسئلة، هائما على وجهه، فيما شاب آخر أجاب بثقة واعتزاز: أريد أن أصبح رائد فضاء، مضى لتحقيق هدفه بأمل وعزم وتصميم وسوف يصل لمبتغاه دون ريب.
ماذا نريد، كيف نعمل لأجل ما نريد؟، تلك هي البداية الموفقة!.
[email protected]