صدق أو لا تصدق، أن أسعار النفط ومشتقاتها قد ارتفعت عالمياً وأن الموضوع لم يعد يتعلق بما تتقاضاه الحكومة من ضريبة بدلا عنها، فالخزينة لم تتقاضَ منذ شهور أي ضريبة عن المحروقات ولم يدخل اليها فلس نتيجة تثبيت اسعارها لشهور والتدرج في اسعارها في آخر شهرين.
صدق أو لا تصدق، أن ما تقاضته الحكومة من ضريبة عن مادتي البنزين لهذا الشهر والشهر الذي سبقه أقل بما نسبته النصف عما كانت تتقاضاه سابقا، وبأنها قامت بتوجيه ما تقاضته من ضريبة على تلك المادتين لدعم مواد اخرى كالسولار والغاز واللذين ارتفعت اسعارهما عالميا الى حدود لا يستطيع المواطن ولا الاقتصاد تحملها في حال رفعت بنسبها الحقيقية وفي حال تقاضت الحكومة عنها ضريبتها المقررة وتعاملت في تسعيرتها على اسعار الكلف.
صدق او لا تصدق، أنه في حال احتسبت الحكومة ضريبتها كاملة على الديزل واضافتها على سعرها العالمي وصولا الى المحطات كان سيصل سعره إلى يقارب 98 قرشاً للتر الوحد بينما بقيت أسعاره عند حدود 65 قرشا للتر وكلفته واصلة الى المحطات دون الضريبة تصل الى ما يقارب 57 قرشا للتر الواحد، وهذا ما جعل الأردن من اقل الدول في العالم في اسعار الديزل واحتل المرتبة 128 على مستوى العالم اي ان ما يقارب 128 دولة تبيع الديزل اكثر من الاردن ومنها دول منتجة لهذه المادة.
صدق او لا تصدق، أن الحكومة تدعم الغاز المنزلي بواقع 5 دنانير فكلفة أسطوانة الغاز الحقيقية 12 دينارا وتباع بـ 7 دنانير والاردن يستهلك 2.7 مليون اسطوانة في الشهر اي ما يعادل 33 مليون اسطوانة بالسنة، أي أن الحكومة تتحمل ما يقارب 14 مليون دينار شهريا بدل دعمها وابقائها على تسعيرتها الحالية وبما يقارب 160 مليون دينار في السنة الواحدة، وتخيل انها لا تأخذ ضريبة على البنزين فكيف لها ان تتحمل السيطرة على اسعار الغاز والسولار اللذين يلعبان دوراً كبيراً للاسر الاردنية والاقتصاد الوطني فارتفاعهما بنفس النسب الحقيقية س?ضر كل بيت اردني وسيودي بالقوة الشرائية الى منحنيات سلبية لربما ستساهم في رفع معدلات التضخم عند حدود لا يمكن تخفيضها بسهولة.
صدق أو لا تصدق وهو الأهم، أن كل ما تحصله الحكومة من ضريبتي الدخل والمبيعات وبما فيهما ضريبة المحروقات لا تغطي فاتورة الرواتب لديها، حيث تبلغ تكلفة رواتب العاملين في الجهاز الحكومي حوالي 5.8 مليار دولار سنويا بينما التحصيلات الحكومية لا تتجاوز 5.2 مليار دولار سنويا، وهذا يعني ان من يتذمرون من الضرائب ويسألون اين تذهب لا يشعرون بما تعانيه الخزينة التي ما كانت ستصمد لولا هذه الضرائب في ضوء شح كل الموارد الطبيعية وحجم التحديات التي نعيشها التي لولاها لما كان حالنا هو الحال اليوم.
الفرق بين أن تصدق أو لا تصدق، هو اطلاعك على واقع ما يحدث عالميا لاسعار السلع ومنها النفط والحبوب وغيرهما من الاصناف واطلاعك على الاسعار العالمية ومقارنتها بالمحلية بعيدا عن اي مؤثرات اخرى فتكون اتبعت الحقيقة وحينها تصدق ما تسمع وتشاهد في ان واحد، او ان ترمي اذنك لكل حاقد ومتربص وشعبوي فتسمع منه وتمنع عينك وعقلك من التأكد من المعلومات فهنا تكون تصدق ما تسمع وتغيب نفسك عن الحقيقة فتعمي بصيرتك وادراكك.