إن اردت ان تهدم وطناً أو أمة فما عليك الا البدء في تدمير شبابها، وهذا ما يسعى اليه اعداؤنا المتربصون فيها على الحدود الاردنية السورية ويخططون له بعد أن عجزوا سياسيا لسنوات طويلة.
ربما هناك الكثير ممن لا يدركون خطورة ما يحدث على تلك الحدود الشمالية الشرقية التي تربطنا مع الجارة سوريا، من جراء السموم الفتاكة التي تطرق كل ابواب الاردنيين ليلا وتحاول التسلل اليها من خلال ابنائنا وشبابنا وشاباتنا الذين هم رهاننا على المستقبل وسلاحنا وموردنا الذي نعوض بهم ما قد حرمتنا الطبيعة اياه من ثروات وغيرها من الخيرات.
شبابنا اليوم تحت اعين ومجهر العدو لقناعتهم المطلقة انها نقطة ضعفنا الوحيدة التي يستطعون الذهاب فيها الى مآربهم وخططهم وطموحاتهم التي لن نستسلم لها على الاطلاق الا اذا هزمونا داخليا واحبطوا شبابنا وقادوهم الى طريق اسود يتمثل في تعاطي مثل هذه الانواع الخبيثة والسامة.
ان كل ما نراهن عليه خلال السنوات المقبلة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية واستغلال الفرص في ضوء ما نعانيه اصلا من شح في الموارد والامكانيات هم الشباب فكيف لنا اليوم ان نتخيل ان رهاننا على المستقبل في خطر ويواجه آفة تهدد مستقبلهم وتعمق من التحديات لا بل يصعبها أكثر، فالعدو يعلم ان الشباب والامن المجتمعي هما اساس صمودنا الاقتصادي والسياسي واملنا في المستقبل، الامر الذي دعاهم الى استغلال المساحات الشاسعة في الجنوب السوري اذ ما يزال الاردن حريصا كل الحرص على مستقبل سوريا وشعبها ووحدة اراضيها.
بالتأكيد واجهنا الكثير من المخاطر والتحديات على مدار السنوات الماضية واستطعنا ان نتفوق وننتصر عليها، غير ان الخطر هذه المرة مختلف فشبابنا تحت أنظار الجبناء الذين يعجزون عن المواجهة المباشرة فيتسللون الى عقول وجيوب العائلات الاردنية في خلسة من الليل مستغلين مساحات الغدر التي تركت لهم ليعيثوا في الجوار فسادا.
لدينا جيش نؤمن بقدراته وعقيدته ونثق بكل اجراء يقوم وسيقوم به، وسندعمه في هذه الحرب اللعينة التي يظهر انها دولية ومنظمة لا ولن تتوقف الا بردعها وخلعها من جذورها، فصبرنا بات ينفد وحينها ستندم كل تلك العصابات ومن يمولها ويرعاها، كل الندم.