النانو هي وحدة القياس المترية الدقيقة المعروفة حتى الآن بالنانومتر ويبلغ طولها واحدًا في المليار من المتر وتساوي عشرة أضعاف وحدة القياس الذرية المعروفة باسم انغستروم. ومن المعروف أن حجم النانو أصغر بحوالي 80000 مرة من قطر الشعرة، وتقنية النانو كمصطلح تستخدم للدلالة على تقنيات المواد الأصغر أو تقنية الميكروبات الدقيقة. لقد كانت أولى المنتجات لتنفيذ تقنية النانو هي أنابيب الكربون حيث تم تصنيع عدد من المنتجات الصيدلانية والأغذية ومحركات الترانزستور وأقراص أجهزة الكمبيوتر والكثير من البضائع والخدمات الآخرى.
إن تطور تكنولوجيا النانو ومنتجاتها المستقبلية ستؤدي إلى سلسلة من الثورات الاقتصادية والصناعية. وتعتمد مفاهيم تقنية النانو على جسيمات يقل حجمها عن مئة نانومتر مما يمنح المواد سمات وسلوكيات جديدة. هذا لأن الجسيمات تُظهِر مفاهيم فيزيائية وكيميائية جديدة تؤدي إلى سلوك جديد يعتمد على حجم الجسيمات عندما يصبح حجم العنصر قريبًا من الأبعاد الذرية، ويخضع العنصر أو المادة لقوانين ميكانيكية كمية بدلاً من القوانين الفيزيائية التقليدية. إن اعتماد سلوك المادة على حجمها يعطينا القدرة على التحكم في هندسة خصائصها، ونتيجة لذلك فإن تأثيرات التقنية تحتوي على جوانب فنية متنوعة وشاملة تشمل إنتاج مادة قوية وخامات خفيفة بكلفة قليلة وجودة عالية، تقلل من عمليات الشحن والنقل والتخزين، والقدرة على الإنتاج عند الطلب.
توقع الباحثون والممارسون أن يكون لتقنية النانو العديد من التطبيقات المهمة اقتصادياً بما في ذلك الصناعات الكيميائية والمواد والتصنيع والهندسة والبناء والطيران واستكشاف الفضاء والزراعة والمياه والبيئة والطاقة والتجارة العالمية وغيرها. وعلى الرغم من أن تقنية النانو لها العديد من التطبيقات المهمة اقتصادياً فإنها ستؤثر على العديد من القضايا المحاسبية لا سيما تغيير هيكل التكلفة والحلول المتوقعة لزيادة التكاليف غير المباشرة التي تحتاج إلى تخصيص أكثر دقة لوحدة المنتجات والتحكم بالمخاطر المتوقعة المستقبلية لاستخدام هذه التقنية بالاضافة لبعض القضايا الأخرى مثل فرص العمل، وخصوصاً الاستثمار في مشاريع النانو وارتفاع كلفتها عند تأسيسها.
إن تطبيق تكنولوجيا النانو لها تأثير حقيقي على الاقتصاد من خلال التأثير على إجراءات الإنتاج عبر العديد من الطرق مثل نشوء علاقة متبادلة جديدة بين عوامل الإنتاج. وارتباط الإنتاج بالمواد الأولية الضرورية لتحقيق مستوى معين من المنتجات. وحصة المواد الأولية من السلع والخدمات الوسيطة في المدخلات المطلوبة للمنتجات. وأخيرًا، التأثير على معدل البضائع والخدمات المستوردة كمدخلات وسيطة للمنتجات. أن تحديد التكلفة مهم جدًا في تقييم المخزون لأغراض إعداد التقارير المالية للمستخدمين والتخطيط ومراقبة تكلفة الأنشطة والعمليات، وللقرارات الإستراتيجية المختلفة.
وإن العلاقة بين تنفيذ تقنية النانو وهيكل التكلفة من خلال زيادة التكلفة الثابتة تحتاج إلى تخصيص أكثر دقة لوحدة المنتج. وهنا ينصح الخبراء الماليون في أن تتبنى شركات مصانع النانو استخدام نظام التكلفة على أساس النشاط بدلاً من استخدام أنظمة تقدير التكاليف التقليدية، لأن معدل التكلفة العامة سيزداد، وستواجه هذه الشركات مشكلة تخصيص التكلفة في المستقبل في ظل أنظمة تقدير التكاليف التقليدية خاصة عند إنتاج أكثر من منتج واحد. برأيي إن تحديات استخدام تقنية النانو ستبقى قائمة في ظل التكلفة الباهظة لإنشاء مصانع النانو، وبعض القضايا المحاسبية الناشئة التي تتمثل في تشويه تكلفة المنتجات حيث أن أي خطأ في حساب تكلفة المنتجات سيؤدي إلى قرارات خاطئة في التسعير مما يقلل من القدرة التنافسية للشركة.