تطورت التكنولوجيا المالية عالمياً بشكل جذري في العقدين الأخيرين وساعدت الإمكانات المتطورة للتكنولوجيا المالية من الجيل الأول للويب وحتى الجيل الثالث للويب الأنظمة المصرفية التقليدية وشركات الخدمات المالية على اتباع مسار ثوري يؤدي إلى عصر جديد من العالم الرقمي. إذ أدى التحول الهائل لشبكة الويب العالمية إلى تشغيل الجيل الثالث للويب(Web 3.0) المدعوم بتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وإعادة تشكيل أعمال الخدمات المالية ونماذج التشغيل المعتمدة على اللامركزية. وأدى التطور إلى نضوج نظام الجيل الثالث للويب الذي تقوده المنظمات المستقلة اللامركزية عبر تنشيط الطلب على المنتجات المالية المُهيكلة بالاعتماد على بيانات 5G الفائقة السرعة وتنسيقات البيانات والبرامج. ويعزز هذا النموذج العلاقة المتبادلة ما بين الجيل الثالث للويب وصناعة التكنولوجيا المالية في الاقتصاد العالمي الحديث.
إن المرحلة الأولى من تطور شبكة الويب العالمية سمحت للمستخدمين بمشاركة المعلومات عالميًا في شكل ثابت من خلال إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى المعلومات. وفي أعقاب فقاعة الدوت كوم غيرت شبكة الجيل الثاني للويب العصر الرقمي عبر انتشار منصات التواصل الاجتماعي، والتأكيد على المحتوى الذي يولده المستخدمون، والحوسبة السحابية، مما أدى إلى ظهور شبكات التواصل الاجتماعي. اليوم فإن الجيل الثالث للويب المعروف أيضًا باسم الويب اللامركزي يعبر عن رؤية لمستقبل الإنترنت حيث ستقدم أجهزة الكمبيوتر والتقنيات رؤى مفيدة وذات?صلة مع تفسير ذكي للبيانات والمعاملات، حيث يتطلب الاقتصاد غير النقدي والافتراضي الجديد في التكنولوجيا المالية تحول للجيل الثالث للويب لبناء الأساس الذي تقدم به الشركات المنتجات والخدمات للجيل القادم.
هناك العديد من فوائد الجيل الثالث للويب لعالم التكنولوجيا المالية حيث سيعمل الجيل الثالث من خدمات الإنترنت على تمكين عالم أكثر اتصالاً وذكاءً لصناعة الخدمات المالية من خلال تعاون وتخطيط الأفراد والشركات والمنظمات التنظيمية والذين يخططون للعمل معًا. إن التقارب بين نموذج التشغيل اللامركزي الجديد والجيل الثالث للويب يوفر الثقة للمستخدمين نحو عمليات أبسط وأكثر سهولة باستخدام الشبكات اللامركزية والملكية الكاملة للبيانات والتحكم بها عبر الإنترنت. وتهتم الشركات بالمصداقية من خلال القضاء على مشكلات الأمن والخصوصية?المتعلقة بتخزين البيانات وإمكانية المستخدم من الوصول إلى المعلومات وتمكين الشركات المشاركة في أنشطة مثل إنشاء القروض وتقديمها وفهم الاحتياجات والتوقعات المتطورة لعملائها بطريقة أفضل. ويمكن للشركات أتمتة العمليات وتخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة من أجل تلبية طلبات المستهلكين.
إن سرعة المعاملات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا سلسلة الكتل باعتبارها الأسس الحاسمة للجيل الثالث للويب في تنفيذ المعاملات في الوقت المحدد بشكل آمن وشفاف. أدى نضوج صناعة التكنولوجيا المالية اليوم إلى خلق طلب هائل على شركاء تكنولوجيا الإقراض الرقمي عبر الشركات العالمية. يمكننا القول بأن التحول آتٍ لا محالة وسنكون شاهدين على حقبة جديدة في تطور التاريخ التكنولوجي.