كعادته يحمل جلالة الملك عبد الله الثاني خلال زيارته لأميركا رسالة واضحة وصريحة وينقل للجميع ممن يجتمع بهم: أنا هنا نيابة عن الشعب الأردني والذي يحرص على علاقات الشراكة والتعاون والتنسيق في مسيرة التقدم والازدهار والتطوير.
استلم جلالة الملك وجلالة الملك جائزة » طريق السلام »، والتي أكد جلالته خلال معرض كلمته على أن السلام يمر بالقدس وتلك العبارة اختصرت الكثير من العمل والرهان والحديث عن معنى السلام الحقيقي والذي تشعله الاعتداءات على القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء.
اشتملت زيارة جلالة الملك على مباحات مع ممثلين عسكريين بوزارة الدفاع ومجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي والعديد من أعضاء الإدارة الامريكية واختتم ذلك بلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن برفقة سمو ولي العهد الأمير الحسين.
ركز جلالة الملك محور حديثه في اللقاءات والاجتماعات على ضرورة السعي الجاد لوقف نزيف الدماء والاعتداءات والعنف والمحاولة والضغط من أجل احترام الشرعية الدولية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
التعاون الثنائي بين الأردن والولايات الأمريكية المتحدة وتفعيل التعاون من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كان محور اللقاء الهام مع مديرة الوكالة الدولية لتعزيز التعاون وضمن الاتفاقيات المشتركة.
مهدت زيارة جلالة الملك الفرصة للمسؤولين الأردنيين في أمريكا لمتابعة العمل وتكثيف الجهود المشتركة في مجال التنمية والقطاعات والمشاريع المخطط لتنفيذها على المدى الزمني القادم وأهمها قطاع الصحة والتعليم.
كما اتاحت الزيارة الفرصة لطاقم السفارة الأمريكية في عمان العمل على تعزيز حصيلة الزيارة وترجمة نتائج اللقاءات السياسية والعسكرية والديبلوماسية إلى دعم موجه لمساعدة مسيرة التنمية وفي مجالات التعاون المشترك.
لقاء جلالة الملك بالرئيس الأمريكي وللمرة الثانية وبحضور سمو ولي العهد، كان بمثابة تأكيد قوي من الرئيس الأمريكي للأردن والشعب الأردني وتقدير لدور جلالة الملك الرائد في المنطقة والإعجاب بسمو ولي العهد وقدراته المميزة على الاستفادة من حكمة جلالة الملك في إدارة دفة الأمور والملفات باقتدار.
مقومات نجاح زيارة جلالة الملك والوفد المرافق له، تشير إلى حجم التقدير الأمريكي للتحرك الأردني بشأن ملف القدس ضمن عملية السلام في المنطقة، وتشير أيضا إلى مهارة وبلاغة جلالة الملك حين يتحدث بوضوح ومباشرة وطلاقة لمن يجتمع بهم وعلى مختلف المستويات وينقل لهم تطلعات الشعب الأردني للمستقبل بثقة وعزم وتصميم.
اشتملت زيارة جلالة الملك على العديد من جلسات العمل مع القوى المؤثرة في صنع القرار، حيث تربط جلالته العديد من الصداقات الشخصية مع القادة العسكريين وأعضاء الكونجرس والإدارة الأمريكية في البيت الأبيض، وذلك أظهر بوضوح دفء العلاقة ونتائج الزيارة المنظمة بدقة متناهية.
الدور المنشود لتفعيل نتائج الزيارة الملكية يكون بمتابعة حثيثة من أعضاء السفارة الأردنية في واشنطن والسفارة الأمريكية في عمان لإدامة وتقوية الجهد التنموي والسياسي المشترك والمساهمة الفاعلة في توجيه الجهد الدولي نحو الاستقرار والتهدئة وحقن الدماء وتحقيق مساعي السلام في منطقة الشرق الأوسط وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، جنبا إلى جنب مع تعزيز التعاون الأردني الأمريكي في المجالات كافة.
يشهد لجلالة الملك عبد الله الثاني بحنكته السياسية وأسلوب خطابه الدقيق وعباراته المنتقاة حين يلتقي المسؤولين الدوليين ؛ يركز على تطلعات الأردن التنموية ومساعيه الخيرة والطيبة في الجهود الدولية للمحافظة على الأمن والاستقرار العالمي والتصدي لما يواجه الشعوب من تحديات وتطلعات بأمانة ووضوح واقتدار.
ننتظر نتائج عملية للزيارة الملكية للولايات الأمريكية والتي جاءت في التوقيت الدقيق ومع مجريات الأحداث في الأقصى والقدس ومحور النزاع والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني، لقد كانت زيارة ناجحة، هكذا تشير جميع الدلائل.
[email protected]
