على الرغم من مرور السنوات المثقلة بهموم التهجير والشتات والبعد عن الوطن، إلا أن أمل العودة ما يزال ماثلا أمام الأجيال، ترنو من خلاله العودة لثرى فلسطين العزيزة والعيش فيها.
بعد سنوات النكبة ومن خلال تلك المفاتيح المحفوظة أمانة في عنق الأجيال، هل يكون الحل في زمن قصير قادم من النصر والفرح باستعادة الأرض وتحريرها من المحتل؟
عقب النكبة، كانت العاطفة الجياشة لعودة قريبة لا تتجاوز أيام معدودة، وبعد النكبة الآن وقد مرت سنوات وليست أياماً، تعود العاطفة والحنين للظهور مع تاريخ الطرد والتهجير والشتات والتوزع بين بقايا حلم العودة وعيش الواقع.
زمن وأجيال وتاريخ طوى الكثير من الأحداث والشخصيات والمواقف والذكريات، ولكن تقف الأجيال عند مفترق الطرق لتسأل: ما هو مفتاح الحل؟
هل هو السلام؟ وهل هو السعي الحثيث لغرس الأمل في النفوس لتبقى القضية عبر الأجيال خالدة وضمن الوعد الحق والإيمان السليم بذلك كله؟
خرج الفوج الأول من الديار على حين غفلة، وعلى حين أمل بالعودة قبل مغيب الشمس، ولكن طالت الغيبة وحدث ما حدث، وبقيت القضية الفلسطينية حاضرة في النفوس، حسرة ورجاء، وأمل على الدوام.
من عمر النكبة وحتى الآن، ثمة العديد من الصور الوثائقية عما حصل والتفاصيل الكاملة لمضمون الفترة الزمنية من الاحتلال والاعتداء والاستيلاء والتوغل في الظلم ليس في فلسطين وحسب ولكن حول العالم أجمع وضمن حدود الدول ومسافات الهجرة والتنقل والمطاردة والخوف والدمار والقتل والتصفية والغدر.
ربما لم تشاهد الأجيال الحاضرة اليوم سوى مشاهد التهجير والشتات والهروب من مكان إلى آخر ومن خلال الأفلام التوثيقية، ولكنها يجب أن تكون حاضرة لاستشراف المستقبل والإيمان الراسخ والانتماء الحقيقي بقضية العودة.
أكثر من موقف إنساني يرصد مرارة الهجرة والمغادرة والابتعاد والشعور بالقهر؛ قضية اللاجئين أصبحت مع عداد الهجرات القسرية، مشاعر مشتركة للتأثير على المواقف والتحديات التي تواجه المجتمع الدولي للتضامن مع الشعوب وخصوصا الفلسطيني والمتوزع على أصقاع العالم.
حاضر النكبة اليوم ومع الاقتحامات لرحاب المقدسات الإسلامية والمسيحية، تؤشر إلى عمر الانتظار والترقب والتهيئة والصبر الجميل لحين اللحظة الحاسمة من النصر والعودة، ولكن طال الزمن لذلك وغابت معه أجيال عديدة، تحمل ذات السؤال: أي المفتاح هو للحل؟
النكبة ليست للاحتفال، ولكن للتذكر والتدبر في القضية الفلسطينية والتي مهما طال أمد الانتظار والنضال والصمود والثبات، إلا أن محور مواجهة الواقع سوف تبقى قائمة إلى ما دامت ظروف الاحتلال.
النكبة في الذاكرة والضمير وفي سجلات التاريخ إلى أن ينبلج فجر جديد يمر من خلال مدينة القدس وسائر أنحاء فلسطين، ولعل ذلك يكون قريباً ومفتاحاً للحل الجوهري، لعله يكون!.