قضت نحبها وهي في قلب الحقيقة، تغطي اجتياح الظلم والانتقام، وتنقل للعالم تلك الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، أصابها الرصاص، ولكنها لم تخف أو تحفل بذلك، نظرت للسماء، فرحت وكانت الشاهدة من أجل قضية عادلة وصريحة، لم تحمل بندقية، ولكن ميكرفون تغطية الخبر جعلها مناضلة وقوية.
سواء في جنين أو في مكان آخر، سوف تبقى الحقيقة ماثلة للعيان ولمن يعرفون نقلها ببراعة تخيف المحتل من كلمات رسالة الحق وعبر الأثير والفضاء وفي كل مواجهة على أرض فلسطين.
انتقلت شيرين إلى رحاب السماء، بعد أن كانت تحلق في فضاء الإعلام المسؤول وبحرفية مميزة وباقتدار ودفاع عن جملة من القضية الفلسطينية والتي تعني باختصار المواجهة بين الحق والباطل.
الدم والخبر والحق هو من اندفع مع سيل الرصاص إلى الوجود وقدم شيرين إلى شيرين وجعلها تفرح بنهاية مشرفة لها في وطنها وبين شجيراته وفي موقع تطل من خلاله على يقين وأمل بأن ذلك كان يستحق وأكثر لتقول: الدور سيكون لمن سيأتي من بعدي وينقل تفاصيل الحكاية.
شيرين ليست صحفية فقط ولكنها محاربة من طراز إعلامي متقدم؛ حملت روحها وفي مواقع التغطية الإعلامية ومضت من ولادتها وحتى تخرجها إعلامية لا ترضى سوى بقول الحقيقة كاملة: هو احتلال وهو ظلم وهو قهر.
نكتب عن شيرين وهي التي كانت تملي علينا أحرف الخبر، نسمعها ونشاهد تغطيتها وسط الحدث بنبرات صوتها والذي سوف يبقى في الأثير مقاوماً ومناضلاً ومتمرساً وشجاعاً، لا تثنيه رصاص الغدر عن مواصلة المسيرة.
شيرين ابنة فلسطين وعزيزتها التي سوف تحتضنها غالية في جوف الحقيقة، لتقول للعالم: ما البديل عن ما يجري وما السبيل لإنهاء ذلك كله؟ وشيرين هي قصة كل إعلامي يحترم نفسه ويحمل رسالته بأمانة وتضحية وشرف، ويقدم خبره على روحه ويشهد بذلك مع قوافل الشهداء دون خوف من المواجهة.
شيرين نزفك بصلاة إلى مثواك الذي شهد أنك ستكونين يوما في رحابه صحفية حرة ونزيهة ومدافعة عن حق شعب ومناضلة من أجل قضية وأنك سوف تروين بدمك النقي ترابه الطهور وتقولين أكثر من الخبر وتجسدين معنى الموت في سبيل وطن.
شيرين الآن في رحاب دار الحق وفي العدل والرحمة والإنصاف وفي صعود ورقي وسمو، فلم تكن رسالتك إلا كلمة صادقة في وجه الغطرسة والاحتلال، تذهبين ويبقى وجهك مبتسماً، يحملك رفاق الكلمة ويطلبون الإسعاف من السماء ويتم الإعلان أنك إلى جوار من سبقك من الأقوياء.
شيرين يا شيرين، لترقد روحك بأمان في مهدك الأبدي، انتقلت إليه من تراب فلسطين وجنين، تعودين كما كنت طفلة ولدت حرة شريفة وعاشت وقضت نحبها كذلك برصاصة الغدر.
شيرين يا شيرين أنت الخبر وأي خبر، سوف تتناقل مضمونه الأجيال بأنك كنت صورة وكلمة للحقيقة وصاحبة رسالة وقدمت روحك لأجل ذلك في مواجهة ذات نهار مشرق وعزيز شهدنا خلاله انك كنت الشاهدة، لترقد روحك يا شيرين كما معنى اسمك: «المرأة التي حازت على أسباب الجمال فكانت جميلة الطَّلعة بهية الهيئة لا ينقصها شيء من الحلاوة أو اللطافة»، لترقد روحك في رحاب فلسطين جميلة بهية.