من السهل جدا تأجيل العديد من المواضيع إلى الفترة ما بعد انقضاء شهر رمضان الفضيل وعطلة العيد، ولكن يبقى السؤال الأهم: ما سوف يحدث بعد العيد بترقب وشغف تصل إلى درجة القلق؟
درجات عالية من الاهتمام والمتابعة للأحداث خلال الشهر الفضيل من اقتحامات الشرطة الخاصة الإسرائيلية ومجموعة من المستوطنين لرحاب (الأقصى) وتصعيد المواجهات على الساحة الفلسطينية هي مؤشرات لما يمكن أن يحدث للعلاقات الأردنية والإسرائيلية على وجه الخصوص والتصدي لمحاولات الاعتداء المتكررة للمقدسات الإسلامية وتغيير البعد المكاني والزماني لها بدعم ومساندة من الحكومة الإسرائيلية وبشكل كبير.
سوف يكون للتحرك الأردني تأثير واضح في الفترة القادمة وبعد العيد حيث سبق ذلك اجتماعات مكثفة وعلى أعلى المستويات وضمن الديبلوماسية الأردنية سواء بالاتصالات المكثفة والمساعي الرامية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، جنبا إلى جنب مع الجهود الرامية لتحقيق حل الدولتين بشكل صريح وجلي وأمام الجميع.
الترقب السياسي سوف يشهد بالضرورة وبعد عطلة عيد الفطر العديد من نتائج الرهانات السياسية على مستوى العلاقات والتنسيق العربي المشترك فيما يتعلق بالإجراءات على أرض الواقع في الساحة الفلسطينية لاستعادة التهدئة في المدينة المقدسة واستمرار الجهد الديبلوماسي لمعالجة جذور التوتر والصراع، فهل نشهد بعد العيد انفراجا في هذا الصعيد؟
وبشكل عام هل سوف تشهد المرحلة القادمة بعد تخطي الرئيس الفرنسي حواجز المنافسة وفوزه بدورة رئاسية ثانية ملامح معينة بعد عطلة عيد الفطر لتشير إلى توازنات جديدة في المنطقة بين محوري النزاع العالمي سواء من الجانب الأميركي والروسي لكسب جولات في أوكرانيا والمزيد من التوتر والمواجهة على امتداد جبهات القتال في ساحات المعارك البعيدة والقريبة من الأطماع الدولية.
على المستوى المحلي يشغل بال المواطن العديد من التوقعات للانفراج بعد عطلة عيد الفطر وخصوصا تدبير متطلبات المعيشة عقب الوفاء بالتزامات العيد ومن قبل تكاليف شهر رمضان المبارك،إضافة لمتابعة الطلبة في امتحاناتهم ومنها امتحان دراسة شهادة الثانوية العامة والتحضير للعام الدراسي القادم على مستوى المدارس والجامعات.
وبدرجات من الاهتمام المحلي يكون الاستفسار وسيلة للاطمئنان عن الوضع المالي والمرحلة المقبلة على الأردن وسط الكثير والعديد من التحليلات المالية والسياسية والرؤى المتباينة عن وضع الدولة، فهل تشكل فترة ما بعد عطلة العيد حصيلة لمناظرات الصالونات السياسية والمنتديات الاقتصادية حول المستقبل القادم، وكيف سوف ترسم دوائر صنع القرار ملامح القرارات المنتظرة على الصعيد الوطني؟
حصيلة عمل الخير طوال شهر رمضان تضاف إلى دائرة السؤال عن إمكانية استدامة العمل الخيري وبشكل مناسب للتحول من مجرد مساعدات معنوية ومادية إلى مشروع لتنمية الحاجة إلى تأهيل ومعالجة ودعم وسد الثغرات للتخفيف من الفقر والعوز للفئات المستحقة، فهل يدوم عمل الخير بعد انقضاء شهر رمضان وبشكل منتظم وأسلوب مناسب ومقدر؟
عطلة عيد الفطر هي الأطول منذ سنوات ماضية، تتجاوز الأسبوع ويومين زيادة تكفي للتفكير في شكل قضاء الإجازة سواء داخل او خارج المملكة والعودة بحصيلة بالعديد من التوقعات في ضوء الكم الهائل من الأخبار وما تتناقله من قراءة للمشهد المحلي والخارجي خلال أحاديث العيد والعودة لتأجيل العديد من الملفات إلى موعد يحدد لاحقا.
أسلوب وسلوك متكرر يتخذ من الفترة قبل العيد مناسبة للتأجيل، ولكن هل يجدي ذلك نفعا في حل الكثير من القضايا وبشكل جذري، وهل يتطلب ذلك أيضا الاستعانة بالمبررات ذاتها كل عام؟