عبر الأثير يأتي صوت عزيز على النفس، نبرات أستاذ فاضل من أيام الدراسة في المدرسة والجامعة، ليرفع الهمة والأمل والرجاء إلى النفس بمجموعة من النصائح والتوجيهات وعبارات من التشجيع والتقدير.
كم هو مفرح ومقدر سماع صوت أستاذ فاضل تتلمذت الأجيال ونهلت من علمه الكثير على مدار سنوات الصبا والشباب، وكم هو رائع الاستماع إلى صوت الأستاذ حيدر مدانات معلم مادة الأحياء في مدرسة ضرار بن الأزور في فترة أواخر السبعينيات، والذي كان بحق الأستاذ الأنيق باهتمامه بمظهره الخارجي فترك فينا ضرورة العناية بالشكل الخارجي، إضافة إلى التركيز الكبير على العلوم والبحث العلمي والقراءة والترجمة ومحاولة الكتابة العلمية.
عندما تسمع صوت الأستاذ حيدر مدانات وهو من الرواد في مجال التربية والتعليم سواء في المدارس الحكومية والخاصة وفي مجال العلوم والاحياء على وجه الخصوص، تشعر بقيمة المعلم الرائد والنموذج المعطاء؛ حتى الآن يواصل الأستاذ حيدر مدانات مسيرته العلمية المميزة ومن خلال صفحته على الفيس بوك وصفحة علوم للمستقبل والتي من خلالها يبذل الجهد الكبير لتبسيط العديد من نتائج الدراسات العلمية الحديثة وينشرها تباعا ويعمم الفائدة من الاطلاع عليها.
على مدى مسيرته العلمية والتربوية، نغبط استاذنا حيدر مدانات على مثابرته وصبره في مجال إعداد المناهج والتي قضى جل وقته خبيرا تربويا إلى جانب تأليف الكتب المدرسية في العديد من الدول وبالطبع في الأردن وبما زود به وأثرى المكتبة التربوية من مؤلفات وادلة تعليمية اعتمدتها المنظمات والهيئات الدولية.
عندما تسمع صوت أستاذك، تحاول قدر المستطاع إطالة الحديث لتجويد المكالمة بخبرة الأستاذ الطويلة وربما معاناته في درب البحث والتأليف والترجمة ومواكبة الإنجاز العلمي بشكل مستمر.
يمتاز الأستاذ حيدر مدانات بتنوع مجال خبرته؛ إضافة إلى أنه خرج مئات بل آلافا من الطلبة والطالبات من المدارس الحكومية والخاصة والذين يدينون بالفضل له في حب العلم، كما أن له باعا طويلا وما يزال في مجال الصحافة، فقد عمل ولفترة طويلة في جريدة الرأي وعبر صفحته المميزة تربية، علوم تكنولوجيا والتي استقطبت العديد من الأقلام (وكنت منهم) لتساهم في دفع نتائج الكثير من الدراسات العلمية الجادة.
تزخر المكتبة التربوية بالعديد من الإنجازات الشخصية للأستاذ حيدر مدانات إلى جانب مجموعة من الأعمال المشتركة مع خبراء محليين ودوليين، توزعت نتاج ذلك على الأجيال وعلى مدار السنوات الماضية من عمر مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا.
بصدق وامانة ويشاطرني أقراني من جيلي وممن تتلمذ في مدرسة ضرار بن الأزور في جبل اللويبدة، على أن الأستاذ حيدر مدانات كان له فضل حبنا لمادة الأحياء وفهمنا للكثير من الدروس التي كان يشرحها لنا وخصوصا في امتحان الثانوية العامة والتفوق في التحصيل ودخول الجامعة بيسر نتيجة التأسيس الجيد من قبل استاذنا الفاضل.
غير الأمور الشخصية والاطمئنان صحة ونشاط وعطاء أستاذنا والمربي الفاضل، يكون صوته الشجي داعيا للاهتمام بالتربية والتعليم وخصوصا المنهاج المدرسي وتشجيع الأجيال على حب العلم والمعرفة ونهل المفيد من نتائج الدراسات المحكمة والتي هي باختصار علوم للمستقبل في مدرسة الحياة الفضلى.
عندما تسمع صوت أستاذك، تشعر بالعديد من المشاعر الممزوجة بالعرفان والمودة والفضل والفخر والاعتزاز بجيل الرواد من القامات التربوية والتي اخلصت في أداء الرسالة والأمانة بحكمة وشموخ واقتدار.
وعبر الاتصال الهاتفي، نستمع لصوت أستاذنا الرائد حيدر مدانات ونتمنى له ولمعلمينا الأفاضل الصحة والعافية والنشاط والعطاء، ونتوق للقاء معهم وحضور مجلسهم لنكون من جديد التلاميذ النجباء في حضرة المعلم وأي معلم أستاذ.