خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أحزاب.. ولادة قبل أوانها

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

من الواضح أنه فيما بعد جرعة الإصلاح السياسي وتعديل قانوني الانتخاب, أن هناك حراكا كبيرا من قبل كثير ممن يطلقون على أنفسهم (فئة النخبة), من سياسيين وبرلمانيين ورجال أعمال اقتصاديا, وبعض ممن يطلقون على أنفسهم معارضة وطنية وحتى وجهاء اجتماعيين, بالهرولة نحو إنشاء أحزاب سياسية جديدة. ويلاحظ أن هذه الأحزاب ليس لها طابع فكري, أو لون سياسي محدد, فهي تجمع على الأغلب خليطا من الأشخاص, تجمعهما العلاقات أو المصالح الشخصية, وإذا صح لنا القول, فإن هذه الأحزاب وإن كانت الأقرب للتيار الوسطي, الذي لا ينتمي لتيار فكري أيديولوجي محدد: يمين،وسط، يسار، بل إن الغالبية العظمى من مؤسسي هذه الأحزاب, ليس لديهم تاريخ حزبي أوسياسي سابق, يمكن أن نستشف من خلاله طبيعة هذه الأحزاب. أما إذا نظرت الى الأنظمة الأساسية لهذه الأحزاب مجتمعة, فهي نفسها (مستنسخة) من بعضها البعض, إلا من بعض الاختلافات البسيطة, ترتبط ببعض المسميات التي تتوافق وطبيعة الحزب.

كنت وما زلت من أشد المدافعين عن عودة عجلة الحياة السياسية والحزبية, كأساس جوهري للخروج من عنق الاحتقان السياسي, باعتباره المفتاح والحل للانطلاق نحو دولة القانون والديمقراطية, التي توصلنا الى تشكيل حكومات برلمانية ذات طابع حزبي. ولكن من المؤكد أن هذا التسابق والاندفاع -غير المسبوق- في تشكيل الأحزاب, أصبح يثير كثيرا من التخوف وعلامات الاستفهام, فرياح الحراك الحزبي تتم في الطبقات العليا فقط, بعيدا عن أي مشاركة شعبية, إلا في حدود ما اشترطه قانون الأحزاب الجديد من اشتراطات مثل: توفير أعداد المؤسسين والمقرات, ونسبة الشباب والمرأة, وغيرها من الاشتراطات. والحقيقة المؤلمة أن هناك انفصاما واضحا في العلاقة ما بين الناس والأحزاب, فالأصل أن على هذه الأحزاب عدم الاستعجال في التشكيل, بأن تسبق ذلك بلقاءات وندوات شعبية في كافة أرجاء المملكة, تقدم بها نفسها وبرامجها والحلول التي تطرحها لمواجهة المشاكل التي يتحدث بها الناس, بمعنى أن تروج نفسها فكريا لاكتساب زخمٍ شعبيٍ, وليس من خلال ترويجها لأسماء المؤسسين من العيار الثقيل, ليصبح الانضمام للحزب طمعا في تحقيق مصالح شخصية, أكثر مما هو انتماء فكري, ورغبة في التغيير. فمن المعروف أن العربة لا تسبق الحصان, والغريب أن من يشكلون تلك الأحزاب لا يقرأون التاريخ جيدا, فالاحزاب التي تنجح وتستمر, هي الأحزاب التي لديها قواعد وزخم شعبي, اما غيرها فتبقى أحزابا صورية او أحزاب أشخاص, تنهار مع أول عاصفة تواجهها. ولكن يبدو ان من يشكلون هذه الأحزاب لا يبالون بعقم المشاركة الشعبية, وجل اهتمامهم ينصب نحو توفير شروط ومتطلبات إنشاء أحزاب تمكنهم من العبور الى مرحلة الحكومات البرلمانية الحزبية, بأسرع وقت ممكن, حتى لو كانت طريقة ولادتها أي الأحزاب, اشبه بولادة قيصرية مستعجلة قبل أوانها، فالهدف في النهاية إنجاب حزبيين يصبحون مستقبلا نوابا ووزراء يصلون الى السلطة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF