خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المفاوضات الروسية الأوكرانية.. الحلول المتاحة!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

سوف نتحدث في هذا المقال عن فرص الحلول السياسية المتاحة في المفاوضات الدبلوماسية بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية, وهنا لا بد من توضيح بعض الحقائق, فتختلف المفاوضات باختلاف طبيعة النزاع السياسي. فالمفاوضات في النزاعات الحدودية العسكرية (احتلال), هي تختلف عن غيرها من المفاوضات الدبلوماسية, بتأثرها المباشر بالحالة العسكرية الميدانية على أرض الواقع, أي بمعنى يفاوض كل طرف بما يمتلكه من مكاسب على أرض الواقع, ليستخدمها كأوراق ضغط سياسي يفرض بها شروطه على الطرف الآخر.

فالمفاوضات كيفما كان شكلها تبنى على ثلاث حقائق او نتائج مسبقة تمتلكها الأطراف, وهي النتيجة (الصفرية، المتعادلة، الكلية), فالطرف المنهزم بالمواجهة تكون نتيجته (صفرية) والمنتصر نتيجته (كلية), في حين تكون النتيجة (متعادلة) اذا كانت كفة النزاع العسكري متساوية.

في الحقيقة فإن الروس يعلمون هذه الحقائق, لذلك رفضوا جميع أشكال الحلول الدبلوماسية السابقة, لأن ذلك يضعف موقفها التفاوضي, المبني على مكاسب فعلية على أرض الواقع, في حين أن الأوكرانيين لا يمتلكون هذه الميزة, وهذا ما سوف نوضحه لاحقا. فدخول الطرفين الروسي والأوكراني حاليا في مفاوضات سياسية في إحدى المدن الحدودية لجمهورية بيلاروسيا, وإن كانت مفاوضات محدودة أي غير شاملة, لكنها تشكل حالة من جس النبض بين الطرفين, وهنا سوف نوضح للقارئ قدر الإمكان ما تمتلكه الأطراف من أوراق تفاوضية, يضغط بها للوصول إلى ما يريد.

نبدأ بما يمتلكه الروس من أوراق ضغط, وبما يطالبون به من نتائج, فهم الأقرب للنتيجة الكلية لقدرتهم على حسم النزاع عسكرياً, وباحتلالهم لمساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية, وهم من يحاصرون العاصمة (كييف), ولديهم ورقة الضغط (التركيبة السكانية) فيبلغ تعداد الأوكرانيين من أصول روسية ما يزيد على (23%) من التعداد السكاني للدولة, لا سيما في شبه جزيرة القرم, وفي العديد من المدن الحدودية الشرقية وغيرها, وحتى في العاصمة الأوكرانية (كييف), ولديهم ميزة الحدود المشتركة الطويلة بين الدولتين, بما يزيد على (400)كم2, وهناك البعد التاريخي والتبعية السياسية عندما كانت تعتبر أوكرانيا جزءاً من الاتحاد السوفييتي سابقاً، وكذلك تأييد جمهورية بيلاروسيا المجاورة لأوكرنيا, والتي تملك أيضاً حدوداً واسعة مع أوكرانيا, واستخدامها في الهجمات العسكرية, والأهم رفض الروس جميع الحلول والضغوط الدبلوماسية والاقتصادية, لحل القضية سلمياً.

أما فيما يتعلق بالجانب الأوكراني, فهو يمتلك أوراق ضغط تفاوضية, تتمثل في التأييد الأميركي الأوروبي, وشبه العالمي لموقفها السياسي, والأهم استخدام ورقة العقوبات والقيود الاقتصادية التي فرضت على روسيا, والتي سوف يكون لها تأثير واضح على الاقتصاد الروسي, وكذلك التمويل اللوجستي والعسكري (الأسلحة) من قبل الأميركان والأوروبيين، وكذلك التهديد بطلب الانضمام لحلف الناتو.

النتائج المتوقعة للمفاوضات: من المؤكد أن روسيا لن تتنازل عن ثلاثة مطالب رئيسة: أولها: ضم شبه جزيرة القرم (ضمانات أمنية), ثانياً: عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو, ثالثاً: تغيير النظام السياسي, في حين أن الأوكرانيين سوف يرفضون المطالب الروسية بتغيير النظام (شأن داخلي), والتخلي عن شبه جزيرة القرم (سيادة الدولة), وربما استثناءً يتم الموافقة على عدم الإنضمام الى حلف الناتو, أي العودة إلى نقطة الخلاف قبل حدوث النزاع, وللحديث بقية..

أستاذ القانون الدولي العام

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF