خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أجيال المستقبل

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. فواز الحموري

لهم أحلامهم وأمانيهم وأفكارهم ومشاريعهم الخاصة بهم التي قد لا تتناسب مع ما توصلنا إليه من خبرة في هذه الحياة، ولهم منطقهم المحدد في الأمور كافة، التي تبدأ من أبسط الأمور إلى أولويات يفكرون بها بعيداً عن نمط وأسلوب تعاملنا مع مقدرات الأمور.

ولهم حياتهم الخاصة بهم، التي يعتقدون من خلالها واستخدامهم للتكنولوجيا وإدمانهم عليها، أنها تشكل الطريقة الأنسب لمواجهة التحديات وحل المشكلات والتغلب على مضمون ذلك عناء.

تفصلنا عن أجيال المستقبل فترة قصيرة، لتكون في قبضتهم العديد من أمورنا الخاصة وتحمل مسؤولية رعايتنا والاهتمام بنا وصياغة المستقبل الذي سوف يعيشونه بإرادة وعزم وربما بعيداً عنا ومشاكلنا المعقدة.

خلال فترة الستينيات عشنا في عمّان وحلمنا بمستقبل واعد وأحلام كثيرة، كنا ننام ونصحو على أمل أن تتحقق وتكبر ونكبر لنتحمل المسؤولية عن الوالدين، وكان ذلك سريعاً نراجع ذكرياته بمتعة وحسرة وتدبر وتندر.

بقدر ما نشفق على أجيال المستقبل، بقدر ما نحاسب أنفسنا على ما عملنا لأجلهم ولأجل أن يواجهوا المستقبل بفرص متاحة ومناسبة للتغيير والبحث عن الذات وقراءة الماضي بحب وانتماء وتوجيه الشكر والتقدير على ما أنجزنا خلال رحلة الحياة والعمل.

نجلس في بعض الأحيان مع الأجيال الفتية لنحاورهم في أمور شتى وفي مدى حبهم للحياة وأسلوب تعاملهم مع التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت أولوية مهمة في مضمون حياتهم اليومية وأسلوب معيشتهم. ترى كيف سيكون حكم أجيال المستقبل علينا، وكيف سيكون شكل تعاملهم مع التحديات التي خلفناها لهم، وكيف سيكون شكل أفكارهم وطموحاتهم؟

أسئلة عديدة ومنوعة تراودنا، ومن الآن، عن سمات جيل المستقبل الأخلاقية والعملية والعلمية أمام ما زرع في وجدانه من صور وأحداث وتجليات في البيت والمدرسة والجامعة والعمل ومع سيل الأفكار الجديدة على المجتمع من الانفتاح والتحرر والإدمان وحتى من الحروب والأمراض والكوارث والمعضلات.

نتحدث عن أجيال المستقبل في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا، وبالطبع الأردن وسائر دول العالم، من حيث القيم الأخلاقية والأفكار تجاه المستقبل والمشاركة في الحياة العامة والكثير من التوجهات حول مفاهيم الأسرة والمجتمع والدين والعلاقات الإنسانية والتوازنات السياسية، ومشاريع خاصة أخرى يعلن عنها بعض الأجيال وتخفيها مجموعات أخرى لا تريد التورط في نقاش طويل مع الآباء والأمهات.

ترى ماذا يدور في خلد الأجيال القادمة تجاهنا وتجاه ما يرغبون الوصول إليه وتحقيقه في المستقبل الذي بات قريبا على أقل تقدير؟ وهل نشعر براحة الضمير لما سوف تؤول إليه العديد من ورثتنا إليهم؟ حين نصدر حكمنا على المراحل والفترات التي عشناها سابقاً، هل نتصور حكم الأجيال علينا بعد مضي سنوات من بطولاتنا الكلامية وضجيج ما تناهى إلى سمعهم من مثاليات وتنظير وسجال؟

شكل الحاضر سوف ينسحب للمستقبل سريعاً ليكون السؤال الموجه إلينا: ماذا صنعتم لأجلنا وما مهدتم لنا من وسائل لعيش الحياة كما أخذتم من قبلكم؟ وهذا السؤال هو مسافة لحوار مع جيل اليوم ومع المحاولات المتكررة واليومية لإقناعهم بالعديد من القرارات المهمة التي يجب أن يأخذوها على محمل الجد، ومنها الدراسة والعمل والارتباط والتمسك بالدين والمحافظة على القيم والأخلاق دون جدوى.

الفجوة بيننا وأجيال اليوم كبيرة، ساهمت عوامل كثيرة وعديدة ومنوعة في اتساعها، ومنها أثر التكنولوجيا والانشغال في متاعب الحياة والانتقال نحو أساليب التربية الحديثة والعديد من الظروف الاقتصادية والاجتماعية مجتمعة ومنفردة.

قبل فوات الأوان، لا بد من عودة للحوار والإقناع والإصلاح للمتاح حالياً أمامنا، من موارد وإمكانيات، وتأمين الحد المناسب للأجيال القادمة من الهدوء والراحة من تعب الحروب والمجاعات والأمراض والفساد والدمار.

سنوات قليلة، وربما أقصر من ذلك، سوف نغادر الدنيا، ليكون الأمر بعدها لأجيال سيكون لها حكمها الخاص علينا، ترى هل نعي ذلك قبل الرحيل؟

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF