يحيي أبناء الأردن وبناته الاثنين، السابع من شباط، الذكرى الثالثة والعشرين ليوم الوفاء والبيعة: الوفاء للمغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، والبيعة لجلالة الملك عبد الله الثاني، عاقدين العزم على المضي قدما في مسيرة البناء والتقدم والإنجاز.
ولعلها مناسبة للدعوة من جديد إلى زراعة شجرة عن الراحل الحسين والذي كانت الشجرة بالنسبة له تعني الكثير لغرس محبة الأردن في نفوس الأردنيين وفي كل مساحة قابلة للزراعة في ربى الأردن الغالي.
للحسين الراحل من الإنجازات العظيمة والتي شيدها مع الجميع وبارك الكثير من المشاريع في مسيرة التنمية الشاملة والرائدة والتي نقلت الأردن إلى مصاف التقدم والازدهار والمنعة والرفعة.
ما أحوجنا اليوم إلى مشروع زراعي رائد في مجال زراعة الأشجار بأنواعها وأصنافها وعلى مساحة الأردن والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومنها الزراعة المائية والأصناف المناسبة لبيئة الأردن المناخية وكذلك التوسع في إنشاء الغابات قبل وصول العمران اليها وخسارة العديد من الثروة الحرجية.
فقدنا خلال المنخفض الجوي الماضي من الأشجار الكثير وتعدت الخسارة أكثر من ألف شجرة منها ما هو معمر والبعض الآخر حديث، ولهذا ووفاء للحسين الراحل وعرفانا لما قدمه للأردن الغالي، لا بد من زراعة المزيد من الأشجار مكان تلك التي تكسرت وجفت وفي أي مكان يصلح للزراعة وجر بعض مصادر المياه وتجميعها على شكل سدود ترابية ومناطق جمع لضمان النمو السليم للأشجار الحديثة منها والقديمة.
سوف يبدأ الفصل الدراسي للمدارس والجامعات ومن المرجو استقرار الوضع الوبائي مشاركة الجميع في زراعة الأشجار تخليدا لذكرى الحسين الراحل وبيعة للملك عبد الله الثاني – حفظه الله ورعاه- واعتماد ذلك منهجا عمليا للمناسبة الجليلة في تاريخ الأردن الحديث منذ عهد الحسين الباني رحمه الله وعهد الملك المعزز ايده الله بنصره.
هذا العام وبعد مرور جائحة كورونا، لا بد من النظر إلى غرس الأمل في النفوس، ولعل زراعة الأشجار خير وسيلة لذلك وأنفعها على المدى وللمستقبل القادم؛ زراعة أشجار ألفاكهة مطلب مناسب سواء كبساتين ومساحات من أصناف التين على سبيل المثال والمشمش والخوخ والبرقوق والعديد من أشجار الفاكهة، جنبا إلى جنب مع الأشجار الحرجية والتي تزين المكان بظلالها الوافرة ومنظرها البديع..
شجرة للحسين الراحل عنوان طيب لإحياء الذكرى في النفوس لانتقال رسالة العطاء والبناء من قائد إلى فارس مغوار وإلى عهد جديد من الإعمار و التقدم والرجاء، وكم يحلو لنا المطالبة في وضع عنوان لتلك الشجرة من قبل من زرعها وتعهد منه لمتابعة نموها ورعايتها والمحافظة عليها ومن ثم الجلوس تحت ظلها والأكل من ثمرها الشهي والطيب واللذيذ.
الحسين الراحل ما يزال في ذاكرة ووجدان الجميع وفي ضمير الأردن، تحمّل وصبر وقدم للأردن الكثير وسلم لعبد الله الثاني الراية في ظروف صعبة ودقيقة وكانت تماما كمثل من يغرس شجرة ويتعهدها بالرعاية والمتابعة وكذلك فعل جلالة الملك عبد الله؛ عهد لسمو ولي العد الأمير الحسين بالمثابرة والعمل معه وإلى جانبه لخير الأردن وشعبه الوفي.
شجرة الوفاء والبيعة هي العنوان والذي سوف تنمو على ربى الأردن الغالي بطيب الرعاية الملكية السامية ومتابعة حثيثة من الجميع لتكبر ويكبر الأردن شامخا عاليا في وجه التحديات تماما كما تصنع الشجرة وتسد الرياح والعواطف.
طيب الله ثرى الحسين الراحل، وحفظ جلالة سيدنا أبو الحسين ودام الأردن كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء.