رسالة ملكية واضحة شفافة لا تحتمل التأويل أو الاجتهاد، حملت في سطورها دعوة إلى التفاؤل والابتعاد عن التشكيك والتشاؤم والاشاعات، والمضي إلى الأمام تاركين خلفنا من يضع العصي في الدواليب، دون اكتراث لشعبويتهم السوداء الهدامة والمحبطة للعزيمة.
نعم نستبشر خيرا ومتفائلون في المستقبل وكيف لا، ونحن من استطاع أن يعبر ويتجاوز ويروض التحديات والمعيقات والمؤامرات والظروف الصعبة طيلة المئوية الأولى من عمر دولتنا، وكيف لا ونحن من أحاطته الحروب والإرهاب والنار من كل اتجاه، فكانت بردا وسلاما علينا بفضل إيماننا المطلق بالله أولاً وبقيادتنا الحكيمة التي لا تنظر إلى شيء سوى رفعة هذا الوطن وتحسن أوضاع مواطنيه ليكونوا الأفضل في المنطقة والعالم.
وكيف لنا ألا نستبشر خيرا ونتفاءل ونثق بقدراتنا ونحن أبناء الكرامة وحماة القدس ومجيرو المستجير والهاربين من ويلات الحروب في بلدهم لنكون لهم الوطن والأمان، دون الالتفات إلى أوضاعنا الاقتصادية وقلة مواردنا، عابرين بنا وبهم إلى شواطئ الأمان دون منه أو تمنن فيعيشون بيننا دون تفرقة أو تمييز.
كثيرة هي الدوافع التي تدعوني وتدعوكم إلى التفاؤل، فمن استطاع أن يعبر هذه التحديات التي لو تذكرنا منها آخر عشر سنوات فقط، سنجد أن اقتصادنا وسياستنا ودبلوماسيتنا استطاعت أن تحقق إعجازا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولا يحتاج منا سوى التمعن قليلا في الأحداث والحروب والتحديات التي أثقلت الحمل على عاتق وطننا.
تحديات كثيرة استطاع الأردن عبورها خلال السنوات الماضية من إغلاق للمعابر وتوقف الصادرات، وانقطاع الغاز المصري، وتحديات الإرهاب، وحماية القدس والمؤامرات لتهويدها، ونزوح اللاجئين والذين تتجاوز أعدادهم ما يقارب 1.3 مليون لاجئ، بالإضافة إلى النمو السكاني المضطرب، والتغيرات في الأسواق العالمية وخاصة النفط والعملات وارتفاع الأسعار على السلع وكورونا وغيرها من التحديات، والتي لو ما قارناها بما نحن عليه الآن من أمن وأمان واستقرار، لأيقنا تماما أننا نجحنا بتوجيه الدفة باتجاه شواطئ النجاة، وتجنبنا ويلات وكوارث لما كنا قد تحملناها.
الملك أكد في رسالته على القطاع الخاص والاستثمار، لإيمانه المطلق بأنه السبيل الوحيد الذي يستطيع فيه الأردن التقدم إلى الأمام وتحقيق معدلات نمو شاملة قادرة على التشغيل وتخفيف نسب البطالة، وقادر على تحقيق تنمية مستدامة في كافة المناطق فيخفف من نسب الفقر ويحسن أوضاعهم المعيشية ويحافظ على الطبقة المتوسطة ويرفع من نسبتها.
الأردن اليوم أمام فرص كثيرة، رسم لها جلالته خارطة طريق واضحة وفق رؤية واستراتيجية عابرة للحكومات، محصنة بالانجازات التي حققناها خلال المئوية الأولى، والواجب علينا جميعا وبشراكة حقيقية مواطنين وقطاعين عام وخاص أن نقتنصها خدمة للأجيال المقبلة غير ملتفتين للمحبطين والهدامين للإنجازات ومضيعي الفرص.
