أكثر من مرة أكد جلالة الملك على التحضير للمراحل القادمة بخطط واضحة وشاملة يشمل المواطن أثرها وتوفر له فرص عمل مناسبة وتستقطب الاستثمار وأبعد من ذلك الاستفادة من موقع الأردن لنكون مركزاً إقليمياً للزراعة والأبحاث الزراعية على مستوى المنطقة سواء في مجال إكثار البذور وزراعة الأصناف المطورة والزراعة المائية.
قصد جلالة الملك من زيارته أمس للأغوار التركيز على حديثه المستمر لإيلاء البعد التنموي للخطط الزراعية ومن ضمنها الخطة الوطنية للزراعة المستدامة الأعوام (2022-2025) وأن تكون قادرة على توفير فرص عمل وتساعد في تحقيق دخل للمزارع والاهم إدخال التكنولوجيا الحديثة في الزراعة.
قبل ذلك دشن جلالة الملك ومن خلال مشروع جذور مبادرة ملكية لتحويل الأرض الجرداء في الكرك والتي تبلغ مساحتها 12 ألف دونم إلى أرض خضراء من خلال زراعتها بالأشجار الحرجية والمثمرة حيث تضمن المشروع زراعة ربع مليون و52 ألف شجرة من27 نوعاً شجرة حرجية تم زراعتها من قبل طلبة المدارس والجامعات من جميع أنحاء المملكة، بالإضافة إلى زراعة 18 ألفاً و200 شجرة مثمرة من أفضل أنواع الرمان والزيتون وتوفير فرص عمل لأبناء وبنات المنطقة وبشكل مستمر.
لسنا في صدد مناقشة الخطة الوطنية للزراعة المستدامة الأعوام (2022-2025) فقد أعدت بناء على المراجعات المرتبطة بالموازنة والتحديات المائية، ولكن المهم الإشارة إلى أن الخطة سوف تعمل على استحداث مشاريع زراعية بحوالي 389 مليون دينار وتلك فرصة طيبة لإدخال ما يلزم من عناصر النجاح للمشاريع من الناحية الفنية والمالية والإدارية واستقطاب المستثمرين لبناء مصانع متخصصة في التصنيع الغذائي.
كما يمكن الإشارة السريعة لما سوف توفره الخطة الوطنية للزراعة المستدامة من قروض زراعية دون فائدة والنافذة الافتراضية لتمكين المرأة في العمل الزراعي، وزراعة أصناف جديدة وملائمة في، والأهم من ذلك توفير فرص عمل بواقع 8000 فرصة خلال عام 2022 وتنفيذ 46 مشروعا زراعيا بالتعاون مع القطاع الخاص.
خطة طموحة وواقعية هي الخطة الوطنية للزراعة المستدامة وهي متاحة للاطلاع والمساهمة ومن خلال موقع وزارة الزراعة والتي نقدم لها التحية والتقدير على الجهود المبذولة لرعاية القطاع الزراعي.
نجح المركز الوطني للبحوث الزراعية في إدخال العديد من الأصناف الجديدة والملائمة لطقس وتربة المملكة الأردنية الهاشمية وكذلك دأب الباحثون في كليات الزراعة في الجامعات الأردنية على توجيه الانتباه لإدخال التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والشواهد في هذا المجال عديدة وكثيرة وتمت أيضا بالتعاون مع القطاع الخاص ومن أهمها زراعة النخيل وبعض التجارب لأشجار الفاكهة إضافة للأشجار الحرجية وآليات الحصاد والقطاف والتسويق والحصول على العلامة التجارية: «زرع في الأردن».
الميزة النسبية للمملكة الأردنية الهاشمية والتي يعود التاريخ الحضاري فيها إلى أمم عاشت على أرضها وساهمت في توزيع الغلات الزراعية إلى العديد من الدول المجاورة، فيها عبرة كبيرة للاستفادة من هذه الميزة والتي سوف تكون انطلاقة ومساهمة فيما ينتظر العالم من أزمات غذائية قادمة.
أشير إلى طبيعة الاهتمام بالإرشاد الزراعي ودوره في تكثيف الجهود نحو الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في المشاريع القائمة والقادمة وتأهيل المرشدين الزراعيين ورفع قدراتهم ومساهمتهم في انتاج الفيديوهات الإعلامية ونشرها وتوفير المعلومة الزراعية السليمة للمزارع والمستثمر والمهتم.
المدخل المناسب للمستقبل حول العودة للزراعة وبنظرة حديثة وقادرة على إحداث الفرق في المجالات التي لها صلة بالقطاع الزراعي كافة من البداية وحتى ديمومة نجاح المشاريع الزراعية وغرس الامل في نفوس الجميع.
على هامش الحديث سعدت جدا بخبر توقع وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات (الوزير النشيط) زراعة 100 ألف شجرة حرجية، على امتداد الطريق الصحراوي، ابتداء من منطقة الجيزة وحتى معان وبأنواع مناسبة وملائمة مثل أشجار(الأثل والطرفا والكازورينا والفلفل الأكاسيا وما شابهها من الأنواع المتحملة الجفاف والظروف الصحراوية القاسية) ولتكون جاهزة للزراعة بمناسبة يوم الشجرة (15/ من كانون ثاني وعلى مدار العام) في مناطق التحريج على جوانب الطريق الصحراوي.
في هذا الوطن الجميل ثمة قصص زراعية رائعة علينا الانتباه للجهود المبذولة لإتمامها ولتكون جاهزة لسعادتنا أيضاً وبطبيعة خلابة وجميلة بطبيعة الحال!
