خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ليس (الكل) كذلك

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. فواز الحموري

أداة التعميم «الكل» تطلق بمبالغة ؛ الكل وتتوالى القائمة من الاحتفال، التسوق، السفر، حضور الحفلات، التهافت على الشراء، التجمع، الاعتصام، ومجموعة من التصرفات ذات الغرابة والاستهتار والتي تلصق «بالكل».

ثمة العديد من الكل لا يقوم بذلك كله؛ اعداد لا بأس من المواطنين لم تذهب للاحتفالات والتسوق والتهافت على الشراء وما إلى ذلك من الصفات التي توسم الصورة في المشاهد الاجتماعية؛ بعض العائلات لم تذهب لمهرجان جرش أو زارت العقبة وحجزت في فنادق البحر الميت وأمور كثيرة مماثلة لضيق ذات اليد ولأسباب عديدة.

التعميم يشمل الكثير من المظاهر والتصرفات لتغيب الحقيقة والدقة عند وصف الواقع من خلال مقولة «الكل» في المستشفيات عندما تذهب لتلك المواقع وكذلك الامر حين التسوق والذهاب إلى الدوائر ذات الخدمات العامة، أو أي موقع آخر تتم الإشارة إليه للتعميم.

هذا من جانب، وبالمقابل هناك الجانب السياسي والذي يتم التعميم من خلال ممارسات فئة معينة وتفاعلها مع المشهد العام والقول وفقا لذلك: «الكل» معارض وكأن تلك الفئة تمثل الجميع وتعكس وجهات نظر محددة في الملفات السياسية على سبيل المثال.

تخرج العديد من الدراسات بنتائج معينة ويتم التساؤل دوما عن مدى تمثيلها «للكل» المراد الإفصاح عنه والتعامل معه والتعميم من ثم عن مدلول النتائج ومطابقتها للرأي العام والوصول إلى الأهداف المحددة من تلك الدراسات.

في الحوار والنقاش حول مختلف القضايا، نجد أن عبارة التعميم تبرز من جديد حول «الكل» يريد ذلك بشكل ملفت للنظر والتدبر، على الرغم من أن فئات كثيرة لا ترى في مضمون ذلك قيمة مضافة للرفض أو القبول، وتبقى بذلك على الحياد وخلف الصفوف.

الأغلبية الصامتة، مقابل «الكل»، وتلك الفئات التي لا تملك صوتا عاليا وضجيجا وإثارة، تضيع مع زحمة المطالب وكثرة الشكوى والتذمر والتفاوت في تقبل ورفض القرارات والإجراءات وحتى العقوبات عند التعميم وبشكل خاطئ.

ترى ماذا نعني «بالكل» إزاء ما يحدث على الساحة المحلية على وجه الخصوص وبما تفرزه تلك المواقف «للكل» من مدلولات معينة وتأثيرات جانبية على مجريات الأمور الصحية منها والتعليمية والخدماتية؟

من يمثل «الكل» عندما نتحدث عن فئة المتقاعدين والعاطلين عن العمل وعن المتزوجين والعزاب من الذكور والإناث، على سبيل المثال ضمن قضية محددة؟

نتحدث عن «الكل» تجمع في بوليفاد العبدلي وتدافع لاحقا، ومع ذلك ليس الكل من دخل مكانا معينا لنخرج بالتعميم، عدد كبير بقي في المنزل ولم يغادر لأي موقع على مدار سنوات طوال ولأسباب عدة منها ضيق ذات اليد.

من جديد، لا بد من التفكير جديا فيمن يمثل «الكل» سواء من حيث الرأي والتصرف والمضمون والإعلان عن المواقف والتوجهات؛ لا بد من التعبير عن الفئات بدقة عند نقل الخبر والصورة والمقطع ؛ ثمة فئات غائبة عن الحدث والصورة وعن التمثيل وهي من الاعتدال والحكمة ما يبرر لها عدم الظهور، أو البقاء في منطقة الحياد.

كما في الحياة هناك مشاغب وآخر مسالم وأصناف من البشر لا يمكن جمعهم في خانة «الكل»، ثمة تنوع في الحياة من قبل من يهتم بالحقيقة ومن يصرح برأيه بصراحة، ليس الكل كذلك مثلما تطلق عليه بعض المواقع على أنه يمثل الجميع ويهتم بهم دون غيره.

ثمة من لا يعرف بهم في هذه الحياة أبدا؛ ليس الكل كذلك، علينا التريث قليلا قبل اصدار ذلك التعميم المجحف بحق الجميع.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF