تشهد غمرة الاحتفال بإنارة شجرة الميلاد هذا العام وعلى مدى عمر الدولة وفي رحاب الوطن الغالي الأردن بلد المودة والوئام معاني من الوحدة والانسجام والجيرة والعلاقة الطيبة والمتينة.
كنا من زمن ننتظر وفي رحاب جبل اللويبدة بداية موسم الاحتفال وما زلنا ننظر ومن خلال ربى الأردن نحو مهد السيد المسيح ومسيرته نحو درب الايمان وحول العالم ؛ نشاهد نور الايمان المقدس للنفس البشرية وصونها من الآثام والخطايا.
نبدأ وعلى الدوام من الصلوات التي تقام من أجل عودة حقيقية للإيمان الصادق لله والعمل بإيجابية لصالح البشرية جمعاء وعلى أرض السلام، أرض الأنبياء وعلى تراب فلسطين والتي ولد على ثراها السيد المسيح وعمد في نهر الأردن.
الأردن بلد المودة والوئام، نسيجه وطني مخلص وفي للعرش الهاشمي وهو البلد الداعي للسلام العادل المشرف وبمسيره نحو التحديث والتطوير وفي المجالات كافة، لن تثنيه أصوات ومحاولات الإحباط عن المضي قدما نحو المستقبل.
هذا العام وعلى وجه الخصوص، يأتي عيد الميلاد المجيد وسط خوف إنساني من خطر الامراض والفيروسات والتعطل والاصابات والوفيات، ولكن نور الايمان الساطع سوف ينير الدرب لتنزاح الغُمة ولنشعر بالراحة بعد التعب.
بين مكبر المسجد وجرس الكنيسة في الأردن حكاية من الوفاء والبناء والعطاء للأهل والجيران في بيت الله، يتوافدون للصلاة والدعاء والابتهال بأن يحفظ الأردن من كل شر وأن يديم على شعبه نعم الاستقرار والأمن في ظل قيادة هاشمية يشهد لها بالحكمة وبعد النظر.
يبدأ الاحتفال بسيطا وهكذا يجب أن يكون بعيدا عن مظاهر الانفاق والترف ؛ نمر في ظروف معيشية صعبة، ونحتاج لكل عون من بعضنا البعض في مسيرة الخير والبازارات التي نعقد بالمناسبة وتكون فرصة مناسبة للدعم والتوجه نحو الجوهر والعمق في الاحتفال.
رؤيتنا للأردن يجب أن تكون من خلال هذا النموذج من المودة والانسجام والمحبة، للحفاظ على قوته وصلابة موقفه وعمق تفكيره وصدق نواياه وإخلاص مواطنه وكريم عيشه ومستقبله.
الأردن يمضي بقوة بمسيرة التحديث السياسي كما أكد جلالة سيدنا وفي أكثر من مناسبة وطالب بفتح قنوات التواصل لتقبل الآراء وضمن المصلحة الوطنية والتي نحن جميعنا فيها سواء وكلنا واحد من أجل الوطن.
الأردن دار النجاح في التصدي للتحديات كافة ؛ صحي وصحيح ما يقال وبصوت مسموع بمثل الأذان وجرس الكنيسة من أجل أن نكون كالبنيان المرصوص ونشد على أيدي بعض ونتكاتف ونعبر عن ما يدور في البال والخاطر برفق وحزم وإصرار.
للأردن ومواطنيه تطلعات وهموم ومطالب وتوجهات وقضايا وجميعها تصب في المصلحة الوطنية وللأردن من الخبرات والقدرات والنفوس ما تزينه بالانتماء والإخلاص وبما يكفي لإنارة الدرب كما شجرة الميلاد بنور المودة والانسجام والسير قدما للمستقبل والازدهار والرخاء.
وعودة لمعنى الاحتفال بميلاد رسول المحبة والسلام في أرجاء العالم، كم نشعر بالألم والحزن حين نرى بيت لحم وكنيسة المهد يقصدها أهلها بخوف وحسرة وحزن لعدم اكتمال الفرح والحرية في آن واحد.
يبدأ الاحتفال بالميلاد المجيد وبمشروع إنساني عظيم في بلد الخير والمودة والرحمة والوئام والانسجام والتضحية والوفاء لرسالة الدين السمحة والتي تسمو بالإنسان إلى اعلى الدرجات والروحانيات والتفكر ومن ثم الايمان التام بدور عظيم له في هذه الحياة والموت براحة ضمير واطمئنان.
من الأردن بلد الخير نردد وبابتهاج: يا الله، أحفظ بلدنا وشعبنا وقيادتنا في عين رحمتك ورعايتك وكرمك، وأسبغ علينا بثوب الصحة والعافية والسلامة والتوفيق والرضا، اللهم آمين.