جملة من القراءات المحلية تفرض بتفاصيلها على الساحة بما تحمله من تحديات وشكوك وإرهاصات يمكن الدخول في معالمها من خلال أسئلة مباشرة من مثل: هل سنعود للإغلاقات، إلى أين تتجه علاقاتنا مع إسرائيل، ما هي نتائج مداولات السادة أعضاء مجلس الأمة حول مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، ما الذي سوف يحدث خلال عام 2022 مع موازنة الدولة، وما هو مصير الاتفاقيات والتي تخص المياه، الطاقة، الكهرباء، النقل؟ واسئلة أخرى تتدفق وتترافق مع حراك فئات وشرائح معينة وتتزامن تلك الأسئلة مع المعاناة والشكوى والتذمر والتجمهر? سقف التوقعات المحلي مرتفع للتعبير عن مضمون المخاوف والتي يعتبرها المواطن خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها لما للتعب العام والهموم المتراكمة على المواطن من ثقل ارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة وجائحة كورونا على حد سواء.
ضرورة التعامل مع الملفات المحلية بحكمة وإتقان ومهنية في الرد والتوضيح الصريح والتريث قبل اتخاذ القرارات والخاصة بالحريات العامة والسماح لقنوات التعبير المرخصة وفق سياسة إعلامية وأمنية جادة لتمنع من يتصيد في الماء العكر من الهمس واللمز واغتيال الشخصيات العامة وفبركة الأخبار والوقائع.
التعب العام والخاص سمة واضحة على الساحة المحلية وتحتاج إلى وعي شامل لما يحدث ويجري من قبل وأثناء الفترة الراهنة من التطورات الراهنة وبعد التنفس قليلا من تبعات جائحة كورونا والتي يبدو جليا أنها سوف ترجع من جديد للتأثير على مجالات الحياة العامة والقطاعات كافة.
الخيارات الحالية والمستقبلية محدودة وربما محسومة للتعامل مع التحديات والضغوطات والتوازنات والتي ترسم نوعا من الواقعية للتعامل مع جائحة كورونا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والأثر الخاص بالخدمات الصحية للمواطن.
الخيارات السياسية واضحة للتعامل الواقعي مع التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية والدولية والعربية لإيجاد التوازن بين الموارد والإمكانات والبدائل المتاحة وبنود الواقع والتي تحكمها المصلحة العليا للدولة.
قرارات لن تكون سهلة سوف تفرض بظلالها على ليس على الساحة المحلية ولكن على نطاق واسع في الساحة الدولية الخارجية ويؤشر إلى أهمية الترتيب والتهيئة النفسية لما سوف يحدث من تغيرات كبيرة.
التعامل مع الحرب النفسية لا بد وأن يكون في المرحلة الراهنة من التطورات والعديد من التصريحات الإعلامية المضادة والحملات المستمرة من الفيديوهات والمقاطع والصور والأساليب الملتوية لإثارة الرأي العام وتأجيج ردود الفعل العاطفية والتي لن تجدي على أرض الواقع كثيرا.
الشؤون المحلية جديرة للانتباه والتحوط والتعامل معها بشجاعة وحكمة من جانب وبحزم ويقظة وتدبر على المستويات والمجالات كافة والتعامل بهدوء وحصافة مع فئة الشباب على وجه الخصوص وضرورة إشراكه في برامج التصدي لما يحاك للأردن بشراسة.
لا يوجد ما يمكن إغفاله ونفيه وإخفاؤه عن الجمهور والرأي العام، ولكن ما يمكن الاستجابة له ينبغي أن يكون مبررا وواقعيا على المستوى الشعبي والمحلي بصبر وتأنٍ وتحمل وتفهم لمتطلبات مراحل قادمة لا محالة.
يشعر الجميع بالتعب والإرهاق وعلى جميع المستويات، ولا بد من التمهيد لمحطات من الراحة والهدوء والاستقرار والتقدير للموقف الأردني الواضح والصريح من مختلف القضايا وعلى رأسها الحل العادل والقائم على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والعديد من الثوابت الأخرى.
المراحل القادمة تحتاج لمعالجة سليمة من الشوائب والجوانب السلبية وتوجيه الرأي العام إلى البدائل والخيارات البديلة والتي لن تكون مريحة ومفروشة بالورود على أي حال.