خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عذر أقبح من ذنب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي يقال بالمثل الشعبي: «مجنون برمي حجر في البير, مية عاقل ما بطلعه «, ويبدو أن وزير الإعلام اللبناني, في تصريحه الأخير حول دول الخليج العربي والحرب في اليمن, الذي اعتبر أن الحرب التي تخوضها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات, في مواجهة الحوثي إعتداء وحرب عبثية, وأن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في مواجهة هذا الإعتداء, وكذلك دفاعه عن النظام السوري, وإصراره على عدم الإعتذار أو الإستقالة, رغم العواقب الوخيمة المترتبة على هذا التصريح, على إعتبار أن ذلك يدخل من باب حرية التعبير.

ولكن حقيقة الأمر غير ذلك, فالوزير قرداحي كان يعلم مسبقا النتائج والإنعكاسات السلبية, وحجم الغضب الذي سوف يترتب عن ذلك التصريح, ويبدو أن الوزير كان يسعى الى ذلك سواء كان بتوجيه داخلي, بقطع ما تبقى من الحبل السري في العلاقات اللبنانية الخليجية, فليس من المعقول أن يقوم إعلامي مخضرم, بلاده تعيش وضعا إقتصاديا وسياسيا على شفا هاوية الإنهيار, وفي دولة يعلم حجم المشاكل والمخاض العسير الذي إستمر ما يقارب العامين, لتشكيل الحكومة الحالية, وأن اختياره جاء بناء على محاصصة طائفية مذهبية, وهو يعلم أيضا أن أول تصريح لرئيس الوزراء ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون, كان يصب باتجاه إعادة تحسين العلاقات مع الدول العربية والخليجية خاصة, ولكنه من المؤكد أن ما قاله لم يكن عبثا سياسيا, ولم يأت من فراغ بهدف الوصول الى ما وصل إليه الحال. فالمطلوب إيصال لبنان الى حالة من الفوضى, وعزل لبنان عربيا, وتشديد قبضة التيارالموالي لما يسمى (حلف الممانعة) برئاسة إيران, الذي يكاد يكون صاحب اليد العليا والقوة العسكرية الأقوى على الساحة اللبنانية. والمضحك أن الوزير يعلم مدى إنعكاسات القرارالخليجي إقتصاديا بإيقاف الصادرات اللبنانية الى دول الخليج, والتي تبلغ (750) مليون دولار على الخزينة اللبنانية, وأثره في توقف النشاط التجاري, وما يلحقه من آثار بطالة وفقر, ناهيك عن تأثيرها على القطاع السياحي وغيره من القطاعات, وهنا ومن باب التذكير أقول للوزير قرداحي الذي يتحدث عن الحرب العبثية: إن الحوثيين هم من انقلبوا على الشرعية وليست المملكة العربية السعودية, وإن الحوثيين هم من يقفون بجانب إيران, لتحقيق الحلم الصفوي بالوصول الى مكة في أرض الحجاز, إن الحديث يطول والمقام لا يتسع لعشرات الأسئلة, وعلامات الإستفهام حول ما قلته في تصريحك المشؤوم, ولكنني أقول لك من باب حرية الرأي والرأي الآخر, إن عذرك فيما قلته أقبح من ذنبك, وفعلا صدق من قال: «مجنون برمي حجر في البير مية عاقل ما بطلعه».

مستشار وأستاذ القانون الدولي العام
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF