م. فواز الحموري
اتصل معي صديق وزميل عزيز وطلب مني الكتابة عن التوقيت وضرورة اعتماد توقيت واحد طوال السنة، وعدم اللجوء للتوقيتين الشتوي والصيفي، وقدم لي تفسيرات عديدة وحججاً مقنعة لطلبه ومنها: اعتماد التوقيت ذاته طوال العام في العديد من الدول المجاورة والتي نجحت تجربتها في تطبيق ذلك وعلى امتداد سنوات سابقة، إضافة إلى العديد من الآراء المؤيدة لفكرة توحيد التوقيت والتي تدعي عدم جدوى التوقيتين الصيفي والشتوي كون بلادنا ليست صناعية بحرفية الكلمة، وليس هناك بالتالي أي ترشيد نتيجة التوقيتين.
مهما يقال بخصوص التوقيت، مبرراته والأسباب الكامنة وراء اعتماده كل عام، (مع أن هذا العام تم تعديل التوقيت الصيفي)، إلا أن الأمر ما يزال مطروحاً للأعوام القادمة لدراسته من جديد لعل وعسى!
وعند الحديث عن التوقيت، لا بد من الاستفسار ومن جديد حول التوقيت المناسب لطرح القضايا ذات العلاقة بما نتعرض له من تحديات جمة سواء تلك المحلية منها والخارجية، والتي ينبغي إيجاد التوقيت المناسب لطرحها، وتأجيل ما يمكن أن يثير الحفيظة والرأي العام؛ ثمة قضايا مهمة يمكن الإشارة اليها في الوقت المناسب.
نواجه اليوم تحدي انتشار إصابات كورونا بين الفئة العمرية أقل من 16 سنة، ونتطلع إلى سرعة اتخاذ القرار المناسب لتطعيم أكبر عدد ممكن من الطلبة في المدارس ومن خلال جهاز طبي وتمريضي ومن خلال الجهود الطبية للوصول إلى تغطية شاملة من التطعيم في مدارس المملكة كافة وذلك ليس بالأمر الصعب.
ونتحدث عن العديد من التحديات الصحية الأخرى ومن ضمنها القضايا ذات العلاقة بالغذاء والدواء؛ ليس من المعقول طرح مجموعة من المعلومات المغلوطة حول هذا الموضوع وفي هذا التوقيت تحديداً ونحن نواجه الكثير على المستوى الشعبي والعام.
إثارة التوتر والفتنة والفوضى في توقيت معين وعلى مدار السنوات السابقة يذكرنا بحجم الوعي المطلوب والمنشود لحماية المجتمع من الإشاعات والتي أصبحت تنتشر وبسرعة فائقة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وليس لها دليل وبرهان واثبات.
حري بالجميع انتقاء الوقت والظرف المناسب لطرح موضوع معين، ولعلي هنا أعتب على مقدمي البرامج الحوارية لطرح العديد من المواضيع لنيل السبق واثارة الرأي العام من خلال تلك البرامج.
التوقيت المناسب ينبغي أن يكون بعد استكمال المعلومات كافة حول موضوع معين وعدم إعطاء الأهمية لبعض الآراء السطحية وتسليط الضوء عليها ضمن وقت ليس بالمناسب أبدا وليس بالمهم أيضاً.
لنعترف بأن الكثير من القضايا لا يمكن تأجيل النقاش فيها وعدم اغفالها وطرحها في التوقيت المناسب للحديث وبشكل واضح وجلي وبعمق؛ ونضرب مثالاً لذلك وبصراحة عن الهوية الوطنية والتي هي ثابتة وراسخة في الوجدان والدستور وتلك قضية يجب التصدي لها بحنكة وحكمة وبشكل حاسم وقاطع على تلك الأصوات المغرضة.
الرد المناسب وفي التوقيت المناسب هو الامل المنشود، ولعل توحيد موعد التصريحات الرسمية وحتى الخاصة مهم وحيوي؛ أي تناقض في مضمون التصريحات يمكن أن يؤثر سلبا على العديد من القطاعات والمرافق الحيوية والهامة للمواطن، ولهذا يمكن اعتماد تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاعلام للحديث استنادا للمرجعية المختصة.
وعودة للتوقيت والحديث عن قيمة الوقت المخصص لكل بند من بنود الحياة، وعن الالتزام الأخلاقي بالمواعيد، وعن أهمية الوقت، وعن معنى اللحظات الحاسمة في تاريخ يومنا وعمرنا، فهل نملك الوقت ونستفيد منه على الوجه الصحيح والمناسب، أم أننا نضيع الوقت ونخسره؟
توقيت وتوقيت هو المطلوب؛ مهما بلغت الساعة التي تشير إلى الوقت من فخامة ورفاهية وثمن باهظ، إلا أن العمل والعطاء هما المؤشر والمقياس.
[email protected]