محمد يونس العبادي
من بين أبرز المؤسسات التي لعبت دوراً في التأسيس للعمل الشبابي، مؤسسة رعاية الشباب، التي تأسست في السادس عشر من تشرين الأول عام 1966م.
أهمية هذه المؤسسة، في أنها كانت النواة الأولى، التي أسست لحاضنة شبابية في الأردن، وكان بين أهدافها: بناء برامج شبابية تتعلق برعاية وبناء الشباب، وتعزيز مبدأ المواطنة وواجباتها، من خلال الإدراك السليم الواعي.
إضافة، إلى أنها كانت تهدف إلى رعاية الشباب وتلبية حاجاتهم وصقل مواهبهم، وقد تأسست هذه المؤسسة بموجب قانون مؤقت، وباشرت بتأسيس مراكز شبابية تستقطب فئة الشباب بين سن 13 إلى 19 عاما، في تجمعات تمارس فيها مختلف النشاطات، وحتى عام 1971م، استطاعت هذه المؤسسة تأسيس 16 مركزاً إلى جانب خمسة مراكز للشابات، في مختلف أنحاء المملكة.
كما عملت المؤسسة، على تزويد هذه المراكز باحتياجاتها، لتمكن الشباب من تقضية أوقاتهم، ووضعت نظماً تنظم عمل المراكز، بحيث يتعرف كل شابٍ أو عضو فيها على مواهبه، ويتمكن من إشباع حاجاته، وإطلاق طاقاته، بالإضافة إلى تنمية بناء الآراء، وذلك وفق النظام الذي أعد لهذه المراكز، آنذاك.
وقد لعبت هذه المراكز الأولى، دوراً مهماً، في التأسيس لفعلٍ شبابيٍ رائدٍ، يعني بطاقات الشباب وتسخيرها، لخدمة الوطن.
وقد أولت المؤسسة عناية بالتعليم المهني، إذّ طورت مشروعاً يتمثل بإدخال تجربة العمل المهني غير المتخصص، في عددٍ من مراكزها، في عقد الستينات من القرن الماضي.
وتذكر الوثائق، أنّ المؤسسة باشرت بتأسيس معسكرات للعمل العام، وبينها المعسكر الدولي الذي أقيم في عجلون عام 1968م، وشارك فيه نحو 300 شاب، نصفهم من الطلبة الأجانب، وقد نفذت فيه مشاريع زراعية، وقد حمل هذا المعسكر عناوين عدة تؤسس لشعاراتٍ العمل القومي العربي، في تلك الفترة.
كما تذكر الوثائق، بأنّ هذه المعسكرات، سخرت طاقات الشباب في فتح الطرق وتعبيدها، وخاصة الطرق التي تربط بين القرى في المحافظات.
كما رعت المؤسسة، عدداً من بيوت الشباب الأردنية، وعملت على تمويلها، وهدفت في البداية إلى أنّ يتعرف الشباب على البيئة والجغرافيا الأردنية، بالإضافة إلى تنشيط الحركة السياحية، وامتازت بعض البيوت بقربها من الأماكن الأثرية، بهدف تعرف الشباب على تاريخهم.
ويسجل للمؤسسة، بأنها أنشات بيتاً للشباب الأردني في القدس، إلا أنه أغلق نتيجة حرب عام 1967م، بالإضافة إلى بيتٍ آخر في عمّان، وكانت هذه البيوت تصدر نشرات شبابية دورية، تتضمن مشاركاتٍ شبابية، وتلقي الضوء على أبرز أنشطتها.
كما تولت المؤسسة، رعاية الحركة الكشفية والإرشادية منذ عام 1967م، وعملت في العام الذي يليه على تشكيل قيادةٍ عامةٍ للكشاف الأردني، وصدرت إرادة ملكية بتعيين سمو الأمير رعد بن زيد قائداً عاماً للكشافة.
وكانت هذه القيادة، تهدف إلى تأسيس حركة كشفية طلابية، وفي هذا السبيل، تم توحيد الشارات الكشفية كافة، بالإضافة إلى توحيد الأوسمة، وتوفير الملابس اللازمة للكشافة والمرشدات، والمشاركة في المؤتمرات الكشفية عربياً وعالمياً.
ومن بين أبرز المشاركات، كانت في مؤتمرات التجمع الكشفي الإسلامي والذي عقد في مكة المكرمة والجزائر، ثم الاشتراك بحلقات دراسية كشفية في مدينة الاسكندرية، وذلك بين الأعوام 1968 و1970م.
وعملت القيادة العامة الكشفية على تنظيم الحركة الكشفية، وقد بلغ عدد الأشبال والجوالة والكشافة عام 1967م، في ضفتي المملكة 13247، أما مجموعهم في الضفة الشرقية فقد بلغ في ذات العام 8589، في حين بلغ عدد المخيمات والتجمعات الكشفية في السنوات الثلاث الأولى لتأسيسها، نحو 30 مخيماً اشتركت فيها مختلف الفرق الكشفية الأردنية.
ويلحظ بأنّ المؤسسة أولت عناية كبيرة بالحركة الكشفية، وذلك ما يعبر عنه تنظيم التجمع العام للمرشدات، والذي ضم 500 مرشدة، واشتركت المرشدات في مخيمات عدةّ، أبرزها مشاركتهن في مخيم عربي للمرشدات بالزبداني بسوريا، وشارك فيه 88 مرشدة أردنية.
وقد بلغ عدد الزهرات والمرشدات عام 1970م، في الضفة الشرقية 3388 مرشدة.
إنّ هذه المؤسسة، كانت إحدى أوائل المؤسسات، التي عملت على رعاية العمل الشبابي، وهي تعبر عن مدى الاهتمام بالشباب، في مرحلةٍ مهمةٍ من تاريخ دولتنا الأردنية.