خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من أوراق المئوية: فـي سبيل القدس

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي من بين أوراق المئوية، والتي تعبر عن اعتزازٍ وقيمٍ أصيلة راسخة، الخطاب الذي وجهه الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، إلى الأردنيين خلال حرب حزيران عام 1967م، عبر الإذاعة الأردنية.

ووجهه الملك الحسين إلى الأردنيين، قائلاً في مطلعه: «من الحسين إلى كل جندي وإلى كل مواطن في هذا البلد العربي الأبي المناضل الصامد.. أبعث إليكم تحية إعجابٍ واعتزاز وتقدير ببطولتكم، ببسالتكم، بإقدامكم، برجولتكم، بموقفكم المشرف والنادر، بالصمود بكل ركن في جميع أرجاء معقل العروبة الأبيّ الكريم».

وأهمية هذا الخطاب تأتي بما يحمله من مفردات حضت على الصمود، وشرحت جانباً من أدوار الدعم الأردنية لفلسطين، وتكريس مفاهيم الصمود بقول الحسين «إليكم أيها الأبطال، أيها الرجال في أرض المعركة في مواقع الشرف والكرامة والفداء والتضحية»، والحث على الصمود «اصمدوا، اصبروا، وصابروا، بأسلحتكم بأيديكم، بأظافركم، بأسنانكم، اخوانكم في العروبة معكم في هذه المعركة البطولية التاريخية، اخوانكم في الإسلام معكم في هذه المعركة الشريفة المقدسة».

وهو خطاب يعبر أيضاً، عن دور أردني وقف إلى جانب أمته بكل أسلحة الصبر والتضحية، إذ يمضى الحسين بالقول «كلنا مجاهدون في سبيل الله صفاً واحداً كياناً واحداً، أسرة واحدة بوجه غدر الأعداء، أعداء الشرف وأعداء الحق، أعداء الإنسانية كلها، سنقاتل حتى الرمق الأخير حتى نلقى وجه الله، سنفدي هذا الثرى المقدس بآخر نسمةٍ من أرواحنا، بآخر نقطة من دمائنا، إنّ أنظار الدنيا، أنظار التاريخ. كلها مشدودة إليكم، كلها إعجاب بموقفكم العظيم، بوقفتكم المشرفة الجبارة».

إنّ أهمية هذا الخطاب أيضاً، في أنه يعبر عن لغة سياسية ومعنوية وتعبوية رفيعة، شرحت وكرست الدور الأردني وفهمه لدوره في الوقوف إلى جانب قضايا أمته «لقد أثبت الأردن بجنده بمواطنيه، برجاله، بنسائه بكل ذرة من ترابه، بكل نسمة فيه أنه أهل لهذا الشرف الذي يدافع عنه، أنه عند مستوى المسؤولية التي يحملها»، بحسب الخطاب.

لقد كان هذا الخطاب يحمل ملامح فترة عصيبة من التاريخ الأردني، تزامنت وما سمي بالنكسة في حزيران عام 1967م، غير أن الأردن وجيشنا العربي وثق في هذه المعركة بطولاتٍ رفيعة، وخاض المعركة بشرفٍ وإيمان بالحق العربي والإسلامي، ومن بين هذه البطولات الأدوار القتالية التي خاضتها كتيبة الحسين الثانية ورجالها الذين دافعوا بشرف عن القدس والأقصى، إذ خاضت هذه الكتيبة معركة الدفاع عن القدس بالسلاح الأبيض، وخاضت قتالاً مريراً وكبدت العدو خسائر فادحة، وفتكت بأفضل لواء مظليين للعدو الصهيوني.

وقد وصفها قائد المعركة في جيش الاحتلال مردخاي جور، بقوله «أعتقد أنّ هذه المعركة من أروع قصص القتال في الخنادق المحصنة، وعلي أن أقول إنه بالرغم من أنني اشتركت في عدة معارك في حياتي العسكرية، إلا أنّ ما شاهدته في هذه المنطقة وما سمعته من القادة خلال تجوالي عليهم من موقع إلى آخر كان أمراً لا يصدق»، شارحاً التضحيات التي قدمها منتسبو كتيبة الحسين الثانية في الدفاع عن القدس وأسوارها.

ولا زالت الذاكرة الأردنية تحتفظ بصور من بطولة هذه الكتيبة في معركة تل الذخيرة في حي الشيخ جراح، وقد استخدم العدو للتغلب عليها الغطاء الجوي.

ومن بين الوثائق الشاهدة على بطولات جيشنا العربي، البرقية التي أرسل بها محافظ القدس أنور الخطيب للعقيد عطالله علي أحد القادة الأردنيين بقوله «سيسجل لك التاريخ ولجنودك الوقفة البطولية، لقد بذلتم فوق المستطاع».
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF