خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من أوراق المئوية: مقال للملك المؤسس موجه إلى الأدباء العرب ١٩٣٧م

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي من بين أوراق المئوية، التي تؤرخ للحالة الثقافية الأردنية، وما مرّت به من أدوار تطورٍ، مقال للملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، حمل عنوان «نريد أدباء عرب في ألسنتهم وأقلامهم».

هذا المقال، المنشور، تحت عناوين عدة في جريدة فلسطين في 11 شباط 1937م، نُشر تحت عدة عناوين، وهي «بحث أدبي جليل يخص به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله المعظم جريدة فلسطين»، وبعنوان آخر وهو «الأدب العربي واختلاف التفكير والأسلوب بين المدرستين القديمة والحديثة».

وتقول الجريدة، إنّ هذا المقال الأدبي هو قطعة أدبية من البحث العلمي الرائع «تفضل بها علينا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله المعظم» ويقول سكرتير تحرير الجريدة، يوسف حنا بوصف الملك المؤسس «وهو خير من عرفت دقة ملاحظة وعمق تفكير وسعة إطلاع وقوة تدليل، وبراعة أسلوب، بشرح رأيه وهو الرأي الناضج من مدرستي الأدب القديمة والحديثة».

ويضيف «وسمو الأمير على علو المكانة الرفيعة التي يحتلها بين العرب، بصفته سليل الدوحة النبوية الطاهرة، وعميد العائلة الهاشمية، وريث النهضة العربية، ويمتاز بكونه أديباً عبقرياً وشاعراً مجيداً وبحاثة مدققاً» وذلك في تمهيده لنشر مقال الملك المؤسس.

وقد جاء في المقال: «عزيزي يوسف، لقد عدت بالأمس من نزهتي مع ضيوفي وإذ بعبد السلام بك، يدفع إليّ ما طرقتموني به من كتاب «حياة ابن الرومي» للأستاذ الجليل عباس العقاد ونسخة من جريدة فلسطين الغراء التي تحمل مقالكم الشيق عن الأدب العربي قديمـاً وحديثـاً وقد جاء ذكرنا فيه مع أديب نابغة وشاعرها الكبير الشيخ فؤاد الخطيب، وإن لكم علينا الشكر للإطراء والثناء البليغين، أما نحن فلا جسر على القول بأن للأدب قديماً وجديداً نماء، فيما يلوح لنا يتسع ويضيق حسب الزمن والبيئة والحوادث، وما إلى ذلك من أمور تستفز النفس وتثير الروح».

ويمضي المقال شارحاً منافع الأدب العربي، وشارحاً تطوراته، بالقول «والأدب العربي كما هو معلوم، أجود ما كان أمياً أو جاهلياً في الأسلوب والديباجة والوصف بحيث يتغلغل في النفس، فيصور للقارئ والسامع ما رمي إليه قائله نظماً أو نثراً من معنى وغرض».

«نقصد بذلك من العرب الذين يفهمون الحياة العربية من أبناء العصر الحاضر، ولا جرم أنّ للمؤثرات الكونية عملها الأكبر في النفوس، والعرب في بلادهم المعروفة هم تحت هذا التأثير الكوني فإنهم ليسوا في بلادٍ مثل بلاد الإفرنج بغيمها وغمامها وثلجها وضبابها وطول ليلها.. وامتداد نهارها»، بحسب المقال.

ويواصل المقال شرح التباينات المناخية، وتأثيرها في الأدباء العرب، وصولاً إلى تقديم الملك المؤسس رؤية لما تميز به الأدب العربي في زمانه، بالقول ».. إنّ ما يعتني به أدباء الوقت الحاضر من التحليل الروحي أو التصوير الشخصي أو النقد لشاعر قديم أو أديب غابر كما فعل الأستاذ العقاد عن ابن الرومي، إنّ هو إلا عمل مجيد يسوق الناس إلى علم ما جهلوه، ويريهم الفرق بين رجال العصور السابقة والحاضرة، وفي هذا الدليل الواضح على أنّ الأدب القديم لا يفهم في العصر الحاضر إلا بالشرح والترجمة، بينما كان في عصره يفهمه كل من يسمعه، وهنا الفرق بين الأدب القديم وما تطلقون عليه اسم الأدب الحديث، ولا ذنب على بناة الأدب العربي في هذا بل مثار ذلك اللغــة العامة التي جعلت قراء العربية يحتاجون إلى تعلم لغتهم كما يتعلمون أية لغة أجنبية أخرى..».

ويدعو المقال، ويحث على الإقبال على اللغة الفصحى، رغم إدراكه للاختلافات بين التي شابت الأدب القديم عن الجديد، بقوله ».. غير أننا لا نميل إلى مطالعة الشعر الجديد غير الموزون وغير المقفى كما هو.. مثال ذلك مع احترامنا لشخصه وأدبه ما جاء ونسب إلى الأستاذ الجليل الريحاني، ثم إنه لا يخفى أنّ العروة الوثقى التي تصل بين العرب إنما هي لغتهم الشريفة التي صابرت الأيام وطاولت الدهر، وإنه لمن البر بها أنّ نعمل على تطهيرها من الشوائب، وأن نأتي بها في قالبها المُحكم، فتبقى سبباً موصولاً بيننا وبين الأجداد وما تفتقت عليــه أذهانهم، وجرت به ألسنتهم ونقي خواطرهم..».

ويواصل مقال الملك المؤسس، الدعوة للإقبال على استخدام العربية الفصحى، بقوله «وإنه لا حجر على الفكر ولا عليه أنّ يصول ويجول كيف شاء واستطاع وإنما نود أنّ يرفل في ثوبه العربي القشيب، فلا عدوان على اللغة ولا عقوق لأسلوبها ولا جحود لديباجتها، وإنه ليؤثر أنّ يتناول الماء في كأس صافية متقنة على أنّ يقدم في إناء تنبو عنه العين، والماء هو الماء في الحالين».

ويختم المقال الأدبي، بدعوة الناس إلى «العناية بلغتهم والنزول عند أحكامها فلسنا نحملهم على تصورات معينة وخيال محدود، وإنما نحثهم أنّ يكونوا عرباً في ألسنتهم وأقلامهم، وأنّ يقتبسوا ما شاءوا من رأي وفكر».

هذا المقال، والذي جاء تعليقاً على كتاب ابن الرومي للعقاد، يعبر عن سعة ثقافة الملك المؤسس، يشرح جانبأً من التاريخ والنقاش الأدبي للأردن في عهد الإمارة، ويشرح أيضاً، جوانب من فكر الملك المؤسس، ورؤيته للغة العربية وضرورة الحفاظ عليها.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF