كتاب

السلط على قائمة التراث العالمي

في 27 تموز/ يوليو 2021، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الموافقة على إدراج مدينة السلط «مدينة التسامح والضيافة الحضارية» على قائمة التراث العالمي، ما سيدعم ثقافة التراث والتسامح والوئام. وتعد «السلط» عاصمة محافظة البلقاء، رابع مدن المملكة الأردنية الهاشمية سكانيا، اذ بلغ عدد سكانها قرابة 300 ألف نسمة (عام 2005)، تبعد عن عمان مسافة 30 كيلومتراً، وسميت بـ'سالتوس» نسبة إلى القائد اليوناني الذي فتحها زمن الاسكندر المقدوني..

وتعد بلدية السلط إحدى أقدم بلديات الأردن، إلى جانب بلدية عجلون، وهي تضم مقامات الخضر والنبي جاد ووادي شعيب عليهم السلام. أما مقام النبي يوشع فيوجد في جبل زي. وفي مدينة السلط اقدم متحف في الأردن، ويمثل تاريخ السلط ويحتوي على الاثار القديمه والحلي والملابس والادوات المنزلية القديمة والعملة النقدية القديمة لعدة ازمنة وحضارات، وفيها أقدم المدارس في الأردن، مدرسة السلط الثانوية، التي خرجت طلائع رجالات الأردن المتميزين.

إن الأردن ولجنة التراث العالمي (اليونسكو) يوجهان اليوم رسالة مهمة إلى العالم أجمع، رسالة سلام وتسامح وتعايش تتماشى مع مضمون خطاب الملك عبدالله الثاني في المؤتمر الدولي للمجتمعات المتماسكة عام 2019 في سنغافورة، وأكد فيه «أن الهجوم على الوئام بين الأديان والتعايش السلمي هو أهم تهديد في العالم، الأمر الذي يتطلب من الجميع توحيد قواهم لمقاومة الكراهية والإقصاء».

أما العمارة المتميزة لمدينة السلط فتبين التبادل الثقافي الذي انتج هذا المزيج الفريد من الأنماط المعمارية عالية المستوى، ويشير إلى التزام الأردن بحماية واستدامة القيمة العالمية المتميزة والسمات الخاصة لمدينة السلط. هذا عدا عن أن إدراج ستة مواقع أردنية أثرية هي: البترا وقصير عمرة وأم الرصاص ووادي رم والمغطس، بالإضافة إلى مدينة السلط المدرجة حديثاً على قائمة التراث العالمي، يعزز من مكانة الاردن على خارطة السياحة العالمية.

ويعرف أهالي السلط بالكرم والشجاعة والحمية، وكان لهم اثر واضح في تاريخ الأردن القديم والحديث،. وأغلب عشائر السلط تعود في اصلها للبادية ولكنها استقرت في السلط لمزايا الاستقرار التي كانت فيها، وخاصة وفرة الماء والكلأ، وقد حافظت على طبيعتها القبلية إلى الآن. وتعود مختلف العادات والتقاليد السائدة في السلط إلى البداوة، مثل: اكرام الضيف والشجاعه بالمعارك والغزو والحمية والغيرة العربية الاصيلة وحداء العريس.

وكان الرحالة بركهارت قد أشار الى أن عشائر السلط تعيش معاً في وفاق تام تحت حكم شيوخهم، وهم جميعا من القبائل البدويّة الاصيلة، متمسكين بالعادات، ولهجتهم بدوية قحّة، الا انهم لا يرتحلون لما في ارضهم من خير، وهم على حلف مع بعض البدو في منطقة البلقاء..

dfaisal77@hotmail.com