خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

هيلين كيلر وحياة عجيبة

قرأت لك

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
وليد سليمان هيلين كيلر واحدة من أبرز الشخصيات التي ولدت في القرن التاسع عشر، فالتاريخ سيظل يذكرها باعتبارها الفتاة التي تمكنت من قهر الإعاقة المزدوجة التي أصيبت بها بفقد بصرها وسمعها، ومن المشاركة الفعالة في الحياة العامة والأنشطة الاجتماعية.

ولدت هيلين كيلر لأسرة من الطبقة المتوسطة تقطن بلدة «توسكومبيا» بولاية «آلاباما» في الجنوب الأميركي، وعاشت في بيت تتوافر فيه وسائل الراحة، وكان والدها يعمل مُحرراً صحفياً.

وابتداء من الوقت الذي اصيبت فيه هيلين بالمرض الذي افقدها السمع والبصر وهي في عمر 19 شهراً فقط، والى ان بلغت العام السابع من عمرها، ظلت محل رعاية اسرتها المُحبَّة لها، والتي منحتها قدراً كبيراً من الحرية في نطاق المنزل، وبدون اي ضوابط.

لذا كانت هيلين تتصرف بطريقة غريبة، كلما حاول أحد إن يحول بينها وبين ان تفعل ما ترغب به بالضبط أو تأخذ ما تريده بالتحديد، كما كانت تدمر الدمى واللعب وتمزق الملابس وتخرب الكثير مما حولها كلما اصابتها احدى نوبات الغضب متكررة الوقوع كثيراً.

وعرفت هيلين حوالي خمسين اشارة استخدمتها في التواصل المحدود مع الآخرين، واستطاعت والدتها أن تجعلها تفهم عدداً من الاشياء، ومع ذلك كانت صعوبة التعامل معها والسيطرة على تصرفاتها تتزايد أكثر فأكثر كلما كبرت.

لذلك كله فليس من المستغرب أن تشير هيلين الى اليوم الذي وصلت فيه الآنسة «آن سوليفان» لتتولى مسؤولية تعليمها باعتباره «أهم يوم في حياتها». فهو يوم خلاصها من السجن الرهيب!.

لم تكن «آن سوليفان» سوى فتاة صغيرة في الثامنة عشر من عمرها حين اضطلعت بمهمة هدم سجن هيلين واطلاق سراحها منه.

وكانت المشكلة الأساسية الأولى أمام الآنسة سوليفان أن تهذب سلوك هيلين وتحكم سيطرتها على تلك الطفلة صعبة المراس، واقتضى منها هذا ان تخوض صراعاً عنيفاً مع والديها اللذين لم يكن بوسعهما تحمل خضوع طفلتهما المسكينة لقيود الانضباط السلوكي وضغوطه النفسية، لكن الوالدين أيضاً كانا متعطشين لرؤية ابنتهما تتعلم وتكسب قدراً من الثقافة والتحضر، مما جعلهما يتفهمان حقيقة استحالة ان تتمكن الآنسة سوليفان من البدء في تدريب هيلين قبل الهيمنة على سلوكها وتعويدها الطاعة والالتزام.

وشرعت آن سوليفان في مهمتها وبدأت تشتبك مع الطفلة الصغيرة المتوحشة في معارك حقيقيقة ومشاهد دامية، لكن قدراتها الخلاقة وجهودها الدائبة وصبرها وطول اناتها وذكاءها وحسن تصرفها اعطت جميعا ثمارها بعد فترة غير طويلة.

لقد حاولت آن سوليفان ببساطة شديدة تعليم اللغة لهيلين كيلر بنفس الطريقة التي يتعلم بها كل طفل من المحيطين به ولكن عن طريق ابجدية الأيدي لكونها تفتقد المقدرة الى السمع.

ومنذ تلك اللحظة العبقرية مضت هيلين كيلر – وبكل شغف وشوق السجين الذي يتوق الى الحرية – تسأل عن اسم كل شيء تلمسه اصابعها، ومضى عقلها يقتنص المعلومات بسرعة كبيرة لم يكن بمقدور معلمتها ان تجاريها. ولم تحاول الآنسة سوليفان قط في اي وقت من الاوقات ان تتحدث الى هيلين بطريقة مبسطة أو غير طبيعية، بل كانت دائما تتحدث اليها بجمل كاملة وصحيحة.

وبعد تسعة أشهر فقط من تعلم هيلين للكلمة الاولى اصبح بمقدورها كتابة جمل كاملة في خطاباتها والحقيقة انه نادرا ما ظفر معلم مخلص لعمله بمثل هذا النجاح الكبير الذي ظفرت به الآنسة آن سوليفان في تعليم هيلين كيلر.

وبمجرد أن وجدت هيلين كيلر أمامها نافذة مفتوحة على العالم، تخلصت تماماً من دوافع الثورة والهياج ولم تعد قط الى نوبات غضبها الجامح وبدت في حالتها الطبيعية ودودة محبة للآخرين ومتجاوبة معهم.

ونظرا لكون هيلين أول شخص كفيف أصم يتلقى تعليما كاملا (حتى المرحلة الجامعية) فقد اعتبرت اكثر من مجرد «فرد من البشر». اذ اعتبرت «حدثا تعليميا عجيباً».

وكان العالم كله في تلك الفترة يقرأ اخبار تعليمها بكل شغف ويتابع التقارير الخاصة بذلك باهتمام شديد، كما تلقت هيلين العون من اجل مواصلة تعليمها في صورة هدايا من الكتب وفي صورة هبات مالية من أهل الخير في كل انحاء العالم. وشمل الاهتمام بتلك الفتاة الفذة ومعلمتها البارعة ليس المعلمون فقط بل الكُتَّاب والمثقفون وغيرهم من المهتمين بحياة العقل والروح.

وقد تخرجت هيلين في كلية راد كليف بمرتبة الشرف عام 1904، واختارت منذ ذلك الوقت مسار حياة كانت قد بدأته بالفعل في الحادية عشرة من عمرها حين قامت بتنظيم حفل من أجل الخير تولت فيه جمع بعض التبرعات المالية من اجل تعليم طفلة اخرى اصغر منها ومحرومة مثلها من نعمتي السمع والبصر.

وفي عام 1968 صعدت روح هيلين الى بارئها ونعتتها الصحف في كل انحاء العالم، و التي دأبت على نشر الكثير من اخبار هيلين عبر مراحل حياتها المختلفة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF