كتاب

شيخ الفنانين الذي رحل

كان رحيله غير المفاجئ اذ مات بمشيئة الله في 30 تموز/ يوليو 2021 عن عمر وصل الى التسعين، وبعد حياة حافلة بالعطاء الموثق باللوحات الفنية الرائعة، انه رفيق اللحام الفنان التشكيلي الأردني الفلسطيني، المولود في دمشق عام 1931 والذي كان رساما معماريا في بداياته، وكان أحد مؤسسي رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، وقد ترأسها عام 1979، وكذلك كان من مؤسسي اتحاد الفنانين التشكيليين العرب عام 1971.

يُعد من الأعلام الثقافية لمدينة عمّان، حيث يُطلق عليه لقب شيخ الفنانين الأردنيين. وعرفته على المستوى الشخصي والمهني معا اذ كلفه الشريف فواز شرف بمهمة الاشراف الفني على مجلة الشباب التي كانت تصدرها مؤسسة رعاية الشباب، عندما كنت اتولى مهمة المحرر المسؤول لهذه المجلة الشهرية 74-1975.

تتلمذ رفيق اللحام في دار الصناعة والفنون بدمشق على يد حلمي حباب، وأستاذ الخط العربي نجاة قصاب حسن والفنان ميشيل كرشة الذي كان أول سوري يوفد إلى فرنسا لدراسة الفن، ودرس الفن في أكاديمية «أناليك»، ومعهد «سان جوكومو» ومدرسة دانتي للغة الإيطالية في روما، كما واصل دراساته الفنية في معهد روتشستر في الولايات المتحدة الأميركية. وعمل رساما معماريا في وزارة الأشغال الأردنية عام 1940 مع توفيق مرار أول مهندس أردني، ثم عمل رساما معماريا في القصر الملكي، ومساعدا لمهندس القصر طاهر الطاهر لتسع سنوات، الى أن انتقل إلى وزارة السياحة.

كما أسس ندوة الفن الأردنية عام 1952 مع مجموعة من الزملاء، وكان من مؤسسي رابطة الفنانين التشكيليين الأردنين في أوائل الخمسينيات. مثّل الأردن في مؤتمر الفنون الدولي في هولندا 1969. أقام عشرات المعارض الشخصية، وشارك في معظم المعارض الجماعية الأردنية منذ العام 1951

استحق وسام الكوكب من الدرجة الثانية من لدن جلالة الملك الحسين سنة 1988، ونال جائزة الدولة التقديرية للفنون التشكيلية في العام 1991. وجائزة رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في العام 1993، كما حصل على عدد من الأوسمة الرفيعة من المغرب وفرنسا واليونان. وكان أول من عرض تجربة في مجال الجرافيك في الأردن، سنة 1996 في المركز الثقافي الأميركي بجبل عمان، في حين قام بتدريس الفن في معهد الفنون الجميلة والمدرسة الأميركية وجمعية الشابات المسيحيات، وصمم العشرات من طوابع البريد التذكارية والشعارات والشهادات والميداليات والعملة الأردنية. وشارك في العديد من المعارض الأردنية والعربية والدولية، وله عشرات اللوحات في العديد من المتاحف العربية والأوروبية. بينما وثق الفنان التشكيلي محمد العامري لتجربة اللحام وريادته في كتابه «الشاهد والتجربة–عن الفنان رفيق اللحام» الذي أصدرته الدائرة الثقافية لأمانة عمان الكبرى 2001.

dfaisal77@hotmail.com