محمد يونس العبادي
كان صدور جريدة «الحق يعلو» عام 1920م، في معان، بداية لتاريخ الصحافة في بلادنا، فالحق يعلو والتي اتخذت لها شعار «عروبية وثورية» أشرف عليها الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، الأمير آنذاك.
وقد وزعت الصحيفة بالمجان على المواطنين، وكانت جغرافية توزيعها تمتد لتشمل شرق الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، وامتازت هذه الجريدة، والتي صدر منها أربعة أعداد، صدرت في معان، وعدد في عمّان، بأنها دعت إلى فكرة تحرير سوريا، وقد عمل على تحريرها محمد الأنسي وعبداللطيف شاكر، كانت مكونة من أربع صفحات كتبت بخط اليد على الورق، ثم طبعت على آلة، البعض يعتقد بأنه جيء بها من دمشق.
وتلا جريدة الحق يعلو، جريدة «الشرق العربي» التي صدرت عام 1923م، هي الجريدة الرسمية الحكومية لشرق الأردن، وكانت تعنى بالبلاغات والقوانين والمراسيم، بالإضافة إلى المقالات الأدبية والسياسية، وقد ترأس محمد الشريقي رئاسة تحريرها.
وفي 31 أيار 1923م، صدر قانون تأسيس الجريدة الرسمية، والمكون من خمس مواد، وهي: تؤسس جريدة رسمية في منطقة الشرق العربي باسم (جريدة الشرق العربي)، أما المادة الثانية فنصت على أن هذه الجريدة تدار من قبل مدير مرتبط بإدارة المالية ويُعيّن له مساعدون عند الاقتضاء، وأشارت المادة الثالثة إلى أنّ هذه الجريدة تنشر أسبوعياً في الحال الحاضرة ويمكن اصدارها مرتين في الأسبوع.
وجاء في افتتاحية العدد الأول: «والقلم وما يسطرون، إن هذه إلا صحيفة نبدأ بنشرها في مطلع فجر جديد، وفي يوم هزت بشائر الاتحاد العربي القلوب متطلعين بنور الأمل إلى صاحب الجلالة الهاشمية (الحسين بن علي) منقذ العرب والساعي لتأسيس وحدتهم وجمع كلمتهم والنهوض بهم إلى مصاف الأمم الحية».
أما عن طباعة هذه الجريدة، فقد عملت الحكومة على شراء مطبعة عام 1923م، ونقلت من القدس إلى عمّان بواسطة البغال، ووضعت في إحدى الدكاكين بعمّان التي استأجرتها الحكومة لهذه الغاية.
ولم يسجل العقد الأول، من تاريخ الأردن، صدور صحيفة منتظمة بل بقيت تصدر صحف عدة على فترات ولا تستمر، وبينها: الأردن، الميثاق، الوفاء، والنسر.
ويعتبر القانون الخاص الصادر عام 1955م، لتنظيم شؤون الصحافة، والذي عرف باسم قانون المطبوعات رقم 16، من أبرز القوانين التي نظمت عملها، فقد أعطى هذا القانون الحرية للصحافة والحق بحرية التعبير ونشر الأنباء بمختلف الوسائل، ولا تقيد الحرية إلّا في نظاق القانون.
واشترط بأن يكون صاحب الصحيفة أردنياً، وإذا كان أجنبياً، فيشترط وجود مبدأ المقابلة بالمثل مع بلده، كما يشترط أنّ يكون لكل صحيفة محرر مسؤول، على أنّ لا يكون من الأشخاص المتمتعين بالحصانة كأعضاء مجلس الأمة أو أن يجمع مع الصحافة أية مهنة أخرى.
وقد اتصلت الصحافة الأردنية بالفلسطينية بعد الوحدة، وهذا أمر يقود إلى إلقاء الضوء على الصحافة الفلسطينية، إذ تأسست أول صحيفة في فلسطين عام 1908م، في مدينة القدس وصاحبها إبراهيم زكا، وجريدة الكرمل في ذات العام تأسست وصاحبها نجيب نصار وقد صدرت في حيفا، ثم أصدر جورج حنانيا جريدة القدس، وفي عام 1909م، صدرت جريدة الأخبار لصاحبها بندلي عرابي.
وكانت المؤسسات الصحفية في الأردن ملكاً لأفراد حتى صدر في مطلع العام 1971م، قانون المؤسسة الصحفية الأردنية الذي تأسس بموجبه جريدة $ التابعة لوزارة الثقافة والإعلام وهي صحيفة يومية تصدر على مطابع الأوفست.
هذه بدايات صحفية، في وطننا وهي أحوج ما تكون إلى تبويب يسهل وصول الباحثين إليها.