خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

فهد الخيطان

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي .. أصعب أشكال الكتابة أن تتحدث عن زميل لك في المهنة, وأنا اليوم سأكتب عن فهد الخيطان...

تزاملنا في العرب اليوم, وكنا في الصباح نذهب لمكتبه.. فهنالك تستطيع شرب القهوة وتناول الإفطار.. وسرد السواليف, والحديث عن مشاكل القولون.. كنا نعاني أنا وهو من القولون العصبي..

فهد كان أكثر الناس طيبة, وأكثرهم انحيازاً للمهنة.. ولا أنسى موقفاً له حين جاء إليَّ في المستشفى قبل ما يزيد على الـ(20) عاما وقتها كنت ملقياً على سرير في الطوارئ.. كانت ملابسي ممزقة، وكان سمعي قد أصابه التشوش، ويومها أصر الخيطان أن يكون الخبر في رأس الصفحة الأولى.. وهو من كتبه، وكتب تصريحا باسمي..

الخيطان هو كاتب الدولة بامتياز، وهو لم يتلوث بالسفارات.. لم يقم بتأسيس مراكز استطلاعات وقياس رأي، لم يتورط في (الأن جي أوز).. وفهد هو الوحيد الذي لم يذهب إلى حفلات استقبال السفارات، وهو الوحيد الذي لم يحمل في الصحافة.. ارتباطاً خارجياً بمشروع أيدولوجي, أو بنظام.. أو حتى بمجموعات ضغط, وهو أول من تنبه لمشروع الخصخصة، وخاض حربا ضروسا برفقة طاهر العدوان في مواجهة مشاريع (التغريب) التي مرت على الدولة.. وهو يساري مثقف، ويسجل له أنه احترم اليسار الذي تخرج منه، وأنتج اليسار الوطني الحقيقي.. ولم ينتج يسارا انتهازيا متكسبا طامعا في السلطة كما البعض.. والمهم أنه يجيد احترام الناس, ولم يمارس يوما.. فوقية النخبة، أو فوقية من يدعون أنهم نخبة..

بعد (26) عاما يترك فهد الخيطان القلم, وينتقل لموقع حساس ومهم, وأنا أعرف فهد الكاتب.. ولا يهمني رئيس مجلس إدارة قناة «المملكة».. شخصيته الحقيقية تشكلت عبر المقال, ومن الممكن أن أهاجم قناة ما أو إدارة ما.. لكن هذا لايعني أبدا, عدم الاعتراف بك ككاتب الدولة الأول.. والمقال الأكثر إقبالا.. وتحليلا ورؤية.. ثمة التباس حدث بين الشخصية والموقع, فالبعض صار يفسر نقد مسيرة مؤسسة إعلامية بأنه نقد لفهد الخيطان.. وهذا أمر فيه دس للسم في الدسم.

الناس حين تنتقل لمكان ما في السلطة, أول شيء تتركه هو الماضي وترتدي أثواب الحاضر.. فهد الخيطان وأسجل هذه النقطة له, تنقل في مواقع عدة.. لم يتغير لون القلب ولا لون الجاكيت.. والجبهة ظلت كما هي, لم يتغير دمه الجنوبي.. ولم يسكن منزلا في عبدون.. وصالح نجله الأكبر ظل كما هو.. كركي الهوى.. مولعاً بالطريق الصحراوي، ويهادن النجمات حباً.. إن غشى النعاس عينيه.. ويوثق الخطى في الأرض إن تعفر الوجه بتراب الكرك..

أنا اعتب على صاحبي، ولكني لا أخذل أبداً من وقف معنا.. ودافع عن ايقاعنا في اللغة, وانحاز للود أكثر.. إن سلكنا درب الجفى..

أعرف أن فهد سينتج مشهداً جديداً, خالياً من الإقصاء.. وخالياً من التهميش، فمن احترموا اليسار.. واحترموا جذورهم في الأرض، واحترموا أقلامهم ومساراتهم في الحياة.. وصانوا العشق كما يجب.. حتماً سيكون إرثهم الحياة..

مبارك يا أخي.. واسلم لصالح ولمن أحبوك.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF