كتاب

صناع النهضة في الشمال

في غمرة الاحتفاء بمئوية الدولة الأردنية تحت الظلال الهاشمية الوارفة، عدت بذاكرتي الى مرحلة بداية الادراك لدي والوعي بما حولي، ومددت يدي الى ورقة وقلم لأدون اسماء هؤلاء الاشخاص المنتجين الفاعلين والمتفاعلين، في ارساء قواعد النهوض، واعلاء صرح النهضة في مدينة اربد التي نشأت فيها، وتعلمت حتى اتممت دراستي الثانوية في اوائل الستينيات من القرن الماضي، في مدرسة حسن كامل الصباح،بادارة المربي قاسم الغزاوي، التي كانت تشغل، وأظن انها ما تزال، اول مبنى لمدرسة على ظهر تل اربد المشهود، قبالة الملعب البلدي الأول في المدي?ة، والذي بنيت عليه فيما بعد اول مدرسة صناعية في اربد، والى جانبه اول مقر للمكتبة العامة، واول روضة أطفال، في درة الشمال الطموحة النشيطة.

فما كان مني خلال هذا الموقف، وفي فعل هذا التذكر، الا أن اذكر ابرز معلمي التربية الدينية وهم الشيوخ: حامد مريش ورشدي مريش وجميل البرقاوي، وابرز معلمي قواعد اللغة العربية وآدابها وهم: لطفي عثمان ومصطفى زيد الكيلاني وسليم ابو رحمون ووحيد سليمان، واوائل المربين ومديري المدارس مثل زينب أبو غنيمة وآمنة أبو غنيمة وحسن ابو غنيمة الذي اسس مدرسة الأمة العربية، ومحمود ابو غنيمة الذي أسس مدرسة العروبة، والتي كانت تصدر مجلة فكرية شهرية تحت اسم «وحي العروبة»، وعفاف ابو غنيمة التي عملت في مجال التربية الأساسية وتنمية الم?تمع، ووصفية عبد القادر التي اجادت الادارة المدرسية، كما اتذكر اوائل من عملوا في الحقل الصحي والطبي، ووفدوا الى اربد للخدمة الحكومية والخاصة في هذا الحقل، في مقدمتهم د.جودت الساطي، ود. احمد المحايري، ود.نشأت المنلا، ود. باترس باز، ود. سليم القاضي،د.اسماعيل النابلسي، وص. ثروت التلهوني، وص. حمدي عناب، وص. خليل الجباصيني.وبرز من رجال الأعمال والمال السادة عبد الكريم البلبيسي الذي أنشاء محطات الوقود وعبده يغمور الذي اهتم بفتح دور السينما كالزهراء ودنيا،وعثمان ناصيف الذي اهتم بالزراعة.

ولم يكن في الأردن جامعات قبل تأسيس الجامعة الأردنية في عمان 1962 بموقعها البارز في منطقة الجبيهة، وتبعتها جامعة اليرموك في منتصف السبعينيات، وشغلت موقع مستنبت اربد بين طريقي الحصن وايدون، وكان الرئيس المؤسس والنشيط د.عدنان بدران والذي كان آنذاك عميدا لكلية العلوم بالجامعة الأردنية، وتولى الاشراف على الأمور الأدارية والمالية والتنظيمية فيها د.عبد الرؤوف الروابده، الذي سرع من وتيرة البناء والتجهيز لهذه الجامعة الفتية. كان المكان يعتبر مقرا مؤقتا لجامعة اليرموك، حتى يتم تجهيز مبانيها على مثلث التقاطع بين اربد?والرمثا والمفرق، ولكن بعد أن اكتمل التوسع في الموقع الذي كان يعتبر مؤقتا، برزت حقيقة للعيان تقضي ببقاء جامعة اليرموك في مكانها لتحتضن كليات نظرية كالاقتصاد والادارة والآداب والعلوم والتربية، ولتؤسس كليات علمية تطبيقية في الموقع المسمى بالدائم، وتحت اسم منفصل وادارة مستقلة تحت مسمى «جامعة العلوم والتكنولوجيا» وتعاقب على رئاستها اساتذة بارزون في حقول اختصاصها، مثل:د.فايز الخصاونه، ود. كامل العجلوني، ممن ابلوا بلاء حسنا حتى تصبح من ابرز الجامعات الأردنية والعربية في اطار اهتماماتها.اورد كل هذه الأحداث المفصلي? والأسماء اللامعة من الذاكرة، فعذرا لمن كان ضمن هذه الكوكبة من بناة الأردن الحديث وفاتني أن أذكر اسمه الكريم.