م. فواز الحموري
عكس الإعلان عن فتح القطاعات والانفراج في العودة الطبيعية والاستعداد لصيف أمن، أريحية للمواطنين وشكل فرصة للراحة والتفكير في متابعة المشوار بعد الإغلاق لفترات ليست بالقصيرة.
يبدو واضحا أن حجم الإنجاز في عملية التطعيم والالتزام قد أتت أكلها وفق ما هو مخطط له ومبرمج وضمن المؤشرات الرئيسية الهامة وهي نسبة تلقي المطاعيم، نسب الاشغال في المستشفيات، نسب الفحوصات الإيجابية.
وواضح أيضا أن العمل هو السبيل الكفيل للنجاح والمضي قدما في تحقيق الأهداف وليس المناكفة والمعارضة وعدم الالتزام وإثارة المشاكل والسلبيات وإعاقة والتقليل من جدوى الإجراءات.
والثابت تماما أن صوت العقل هو السبيل لمناقشة القضايا والملفات والمجالات كافة سواء السياسية والاقتصادية وما يخص قضايا الوطن السيادية بعيدا عن الضجيج والاستعراض والتنظير.
الاستقرار في الوضع الوبائي لم يكن من فراغ ولم يأتي سوى بجهد وطني مخلص من جميع الجهات المعنية والتعاون والتنسيق التام فيما بينها،إضافة إلى التزام المواطن ووعيه في دفع الإجراءات نحو الفتح التدريجي وفق تعليمات يجب اتباعها بدقة وثقة واطمئنان.
التصريحات تريح ولكن الالتزام هو المحك الصريح لمتابعة إجراءات الفتح التدريجي والاستمرار في مواجهة الفيروس بحذر وترتقب مع الاحتمالات كافة ومنها الموجات القادمة والتي قد تكون خفيفة في حال تلقي أعداد كبيرة من المواطنين الجرعات من المطعوم ومدى التزامهم بإجراءات السلامة العامة في المنشآت والمرافق العامة والخاصة.
حتى تكتمل الفرحة ويعم السرور لا بد من التريث وعدم التسرع في العودة لممارسة النشاطات والفعاليات بشكل كبير وكما عهدنا ذلك من قبل؛ فتح صالات الأفراح كمثال ينبغي أن يكون بالتزام تام وتفهم لمعنى الفرح بشكل مناسب ومعقول وبسيط واشهار وتنظيم وكذلك الوضع بالنسبة للتجمعات، فما عاد مألوفا بعد الآن مشاهدة مخالفة صريحة للإجراءات التي تعودنا عليها خلال المراحل والمحطات من جائحة كورونا.
مطلوب وبشكل عقلاني ترشيد مظاهر الاحتفال والعزاء والتجمع والنشاط وخصوصا في الأماكن المغلقة، ولا ضير من ذلك فقد أثبت الواقع أن العديد من المظاهر يمكن اختصارها والاكتفاء بالجوهر المشروع منها؛ فرح يكتمل بالمودة الخالصة والإشهار وعزاء يشاطر أهل الفقدان بمشاعر المواساة ومشاركتهم الأحزان.
وفي المشهد السياسي وعلى وجه الانفعال وردود الفعل الغاضبة والتسرع وإطلاق الأحكام والانسياق وراء الشعارات، فقد بات واضحا أن تغليب العقل على الردود كافة وعامة وخاصة هو التصرف المنشود للحصول على النتائج وتحقيق الأهداف في ظل دولة ونظام ودستور وقوانين وسيادة ومنطق.
يلزم الكثير من التدبر في اعقاب ما نتعرض له من أحداث وتحديات وأزمات ومواقف ومنعطفات ؛ المهم هو النتيجة وما تؤول اليه التفاصيل وما يكون بعد الضجة والانفعال وردود الفعل المتباينة.
ينبغي وبكل صدق وانتماء ورجاء الالتزام بسيادة القانون والتصدي لمن يخرج عن النظام العام والتعليمات الواضحة والتي تعني أيضا ممارسات غير مسؤولة واعتداء على السلم والأمن المجتمعي والحاق الأذى بالنسيج الاجتماعي وتماسكه وترويع الآمنين.
الحذر واجب ولا بد من انفاذ القانون لتكتمل مع الأيام مسيرة الاطمئنان والاستقرار وحتى لا نقع في فوضى المشاحنات وإذكاءها والانسياق وراء دعوات غير مشروعة وتمس جوهر قضايانا الوطنية العادلة.
حتى تكتمل الفرحة ويعم السرور، لا بد من العزم على تحديد موقفنا من الخضم الذي نعيش، والترحيب بنمط يسهل لنا تعاملنا مع تحديات الحياة بإيجابية ومكافحة السلبيات كافة تلك التي تسرق فرحنا وسرورنا المشروع.
حتى تكتمل فرحتنا، لا بد من الحوار الوطني المخلص والنقاش بروح التسامح والعفو والانفتاح والالتزام بصوت العقل والحق والثوابت الوطنية في ظل سيادة القانون وهيبة الدولة واحترام دور الجميع في حماية الإنجاز والدفاع عن الأردن والذي نجتمع على الإخلاص له ونفديه بالمهج والارواح.
[email protected]