بلال حسن التل
إشكالية بعض الذين يسعون إلى ترويج أنفسهم، ساعين إلى لفت الأنظار إليهم، أنهم يتعاملون مع أوهامهم على أنها حقائق، يحاولون فرضها على غيرهم، على أنها مسلمات، سلاحهم في ذلك المعاندة والمكابرة، من ذلك على سبيل المثال أنه رغم أن رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز يصر في كل جلسة من جلسات العصف الذهني التي يقودها على التأكيد أن هذه الجلسات ليست هي الحوار الوطني المنشود، الذي يجب أن يجري بشكل مؤسسي تنبثق عنه لجان متخصصة لكل محور من محاوره، وأن ما يفعله الفايز هو خطوة تمهيدية للحوار المأمول، وأن من واجبه كمسؤول أن يستمع إ?ى آراء الأردنيين وهمومهم ومقترحاتهم لمتابعتها، وقبل ذلك لنقلها إلى قائد الوطن.
رغم هذا التوضيح المتكرر فإن هؤلاء المكابرين أو الحاسدين سمهم ما شئت، يصرون على اعتبار أن ما يجري حواراً وطنياً لن يفضي إلى شيء، وهم بذلك لا يكابرون فقط، بل ويصادرون المستقبل، ويصرون على رسم صورة سوداء قاتمة تسهم في تكريس حالة الإحباط التي يعيشها مجتمعنا، دافعهم إلى ذلك «أنا و الطوفان من بعدي».
غير المكابرة والمعاناة، فإن هذه الفئة من الناس تصر على ممارسة سياسة الهمز واللمز، ليس من قناة رئيس مجلس الأعيان فقط، بل ومن بعض المشاركين في الحوارات، وهم من نشطاء الأحزاب الاردنية بكل تلاوينها، ومن وجهاء مناطقهم وعشائرهم، وهم أيضاً قيادات شبابية ونسائية ونقابية وأكاديمية واقتصادية، وأزعم ومن متابعتي أن هذه الجلسات هي الأقرب تمثيلاً لتركيبة المجتمع الأردني السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمناطقية والجندرية، ومن ثم فقد اجتمعت فيها الخبرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأكاديمية من مختلف التخصصات، و?عطيت سقفاً غير مسبوق من حرية القول والتعبير حول كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. الخ، وقد قدم الكثير من المشاركين مقترحات مكتوبة، إضافة إلى ما قالوه في الجلسات ولم يمنع مشاركاً حضر من إبداء رأيه مهما كان متطرفاً، فلم تكن هذه الجلسات حديثا من طرف واحد وباتجاه واحد، لذلك فإن كل من صمت ولم يدل بدلوه، ولم يعلن رأيه، يتحمل مسؤولية موقفه السلبي، ويقيم الحجة على نفسه، بأنه لم يستثمر هذه الفرصة ليعلن أراءه في كل المجالات في جلسات اتصفت بالسقف العالي من حرية إبداء الرأي، استثمرها كثيرون وتركوا أثراً في?الحضور، وسيكون لهم أثر في مخرجات هذه الجلسات ذات الطبيعة الوطنية، وهي خطوة تسجل لفيصل الفايز الذي التقط الإشارة الملكية ونفذها، ولاغرابة في ذلك فهو الأقرب إلى جلالة الملك.
[email protected]