لقد خاضت قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي، حرب الـ 1948م، ببسالة أفضت إلى صون القدس الشريف والضفة الغربية، وعلى ثرى فلسطين كان لها بطولات لا زالت شواهدها حاضرة في الأرض وفي ذاكرة الناس، وفي الوثائق أيضاً.
وهذه البطولات، قادها الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول ابن الحسين، بهمةٍ خطت عقيدة الجيش العربي، ومبادئها في الدفاع عن القدس الشريف، ومن بين هذه الوثائق التي تروي جانباً من سيرة البطولة، توجيهات الملك المؤسس بتكريم كوكبة من منتسبي جيشنا العربي نظير شجاعتهم وبطولتهم في ميدان القتال بفلسطين عام 1948م.
وهذه الإرادة الملكية، وثقتها الجريدة الرسمية في عددها رقم ٩٦٣، لسنة ١٩٤٨م، تذكر عدة أسماء من جنودنا البواسل الذين كان لهم بطولة وشجاعة في ميدان القتال، كانت محل تقدير الملك المؤسس، إذ تم الإنعام عليهم بوسام الإقدام العسكري.
وتذكر الوثيقة أسماء كل من القائد عبدالله التل، والضباط زعيل رحيل، وغازي الحربي، وحمد عبدالله، وعواد حامد، وسلامة عتيق، ومحمود الروسان، ومحمد المحاسنة، وقاسم العايد، وحمدان الصبيح، وعبدالله البيطار، ومحمد نعيم.
بالإضافة، إلى تكريم ضباط الصف، وهم :سمير مقبل، ووحيد عباس، وشتيان محمد، ورسن سليمان، وعشوي فالح، وعاجل لفتة، وعلي عبدالله، وعبدالكريم محمد، وحسين علي، وراشد أرديني، وعواد عليوي، وطش نهار، وزاهي سلمان.
كما تم الإنعام ضباط آخرين، بوسام الإقدام العسكري، فمن الضباط: محمود المعايطة، محمد محسن، بالإضافة إلى ضباط الصف هديبان عودة، والأدهم فخري، وطراد نويصر، وحواس غازي، ونايف عبدالقادر، وبنيان رويشد، وصالح علي، وظاهر نهار، وخليف عقلة، وسند مرعي، وحوران دعيد، وهيلم سعيد، وعسكري صبحي، وخلف حرب،ونايف غالي، وقاسم الخطيب، ويعقوب غانم، ومصطفى مجلي، ونزال حليحل، وفالح هليل، وفلاح عقلة، وغيرهم.
واللافت في هذه الأسماء، بأنها من مختلف صنوف منتسبي قواتنا المسلحة آنذاك، إذ تذكر الإرادة بأنهم ضباط وضباط صف وسائقين وجنود لا سلكي، وجنود صحة أيضاً، ما يشير إلى حجم المشاركة الكبيرة لمختلف صنوف وحدات الجيش العربي وخوضهم أدواراً قتالية وتسجليهم لمواقف شرف في الميادين.
وهذه الإرادة الملكية، واحدة من عدة وثائق أردنية تروي جانباً من مشاركة الجيش الأردني في حرب فلسطين، ذلك أن إرادة ملكية أخرى صدرت بالإنعام على قائد فرقة التدمير أحمد طاهر الديك، بالإضافة إلى قائد سرية القدس في الجيش العربي عثمان بدران، والضباط رباح محمد غنمي، وعلي احمد عبدالباقي، وأحمد عبدالرحمن الخطيب، وكاظم صالح المغربي، بوسام الإقدام العكسري » تقديراً لأعمالهم المجيدة التي قاموا بها أثناء الحركات الحربية في فلسطين».
إنّ هذه الإرادة الملكية، إلى جانب غيرها من الوثائق الأردنية، هي سجل شرف لمنتسبي قواتنا المسلحة، ممن شاركوا في صون فلسطين والحفاظ على القدس، في أولى حروب التصدي لاحتلال فلسطين، وهي اليوم تضاف إلى مئات القوائم لأبطالٍ تصدوا ببسالة لأجل فلسطين وترابها.
ووثائقنا الوطنية، توثق لكثير من الشجعان من منتسبي جيشنا العربي، وبطولاتهم التي كرسها الملك المؤسس، وبقيت هذه البطولات سجلاً يمدنا بذاكرةٍ حية تؤكد على موقفنا الراسخ بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.