م. فواز الحموري
بعيدا عن التفاصيل السياسية والعديد من الاهتمامات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، تحضر مناسبة الاحتفال بيوم الأم على مستوى العالم وضمن سهر وتعب وصبر تلك التي قد تدري أن يومها قد حان لأخذ قسط من الراحة القصيرة لمواصلة المشوار.
وقريبا من جدول أعمالها المزدحم كل يوم وعلى مدار العام داخل البيت وخارجه وجنبا إلى جنب مع رفيق الدرب وهو الزوج والأخ والأب والابن والابنة ومن يعني تعبها الكثير له ويكمل فرحته وإياها في رحلة الحياة المشتركة.
شكلت جائحة كورونا عبئا على الجميع ولكن هل نتصور حجم المعاناة الخاصة للام وفي العالم أجمع للقيام بدورها داخل البيت وخارجه ومتطلبات رعاية الأولاد والبنات وأعمال البيت والواجبات الأسرية لمتابعة كل صغيرة وكبيرة؟
تماما وكما ينبغي لها من التقدير والاحترام والامتنان والعرفان وعلى مدار كل لحظة من زمن الوفاء تجاه الأم والزوجة والأخت والعمة والخالة والبنت وسائر الرائعات في حياتنا وصفحة الحنان في ربوع بيوتنا، نقدم ويجب أن نفعل ذلك ونصنع لأجلهن في ثنايا كل الهدايا والتي تعبر عن مضمون ما يجول في النفس من مشاعر تجاه الأم.
مهما قيل في تضحية الأم تجاه أسرتها ووطنها وفي سبيل أن ترى وتفرح بتربيتها للبنات والأولاد، إلا أن التقصير يبدو واضحا مع قلق الوالدة على خطى الجميع وتحقيق النجاح في الحياة وبصورة أقرب لما ترغب وترنو وتتمنى أن يحصل في حياتها وهي بكامل قوتها وصحتها.
تنتظر الأم طويلا وتتعب ليرتاح الجميع وتنسى نفسها عند نافذة الدار تلك التي تطل على مشوار الجميع وخطواتهم نحو المستقبل، بعيدا عن الدار وقريبا منها ومن يقينها بعودة الأولاد والبنات لحظات تكفي لها ولهم للشعور بذات الأجواء حين لم تكن الخطوات كافية للزحف نحو باب غرفة الجلوس وسائر أنحاء المنزل.
تماما وكما ينبغي للأم من تكريم في يوم يكشف عن حاجتنا الحقيقية للبحث عن أمهاتنا في ثنايا جميع التفاصيل الخاصة بها ومحتويات خزانتها من ذكرياتنا وقصص نمونا ووصولنا إلى بداية الطريق والانطلاق إلى عالم الأمنيات الجميلة برضاها.
نحتاج إلى أكثر من يوم للإحاطة بما تريده منا الأم من حب صادق ووفاء خالص ونقاء طاهرونبض قلب سليم واحساس رائع تجاه معنى الأمومة وتربية الأطفال مثلما ينبغي ليكبروا مع الحلم وتنهيدتها عند الراحة وعباراتها المشهودة: «نعم أنتم من يستحقون تعبي ودعائي ورضاي عليكم».
للأم المناضلة على ثرى الأردن على وجه الخصوص وفي فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن وجميع انحاء الوطن العربي وفي العالم؛ الأمهات هن الحنونات بشدة على مصير من ولدن ليصبحن أبطال.
لأم الشهيد ومن عمر كل البطولات التي شهدت لها بأنها تستحق إنجاب الأحرار في زمن المجد والحرية والتطلع إلى المستقبل مع كل طلقة ولادة ومع كل نفس طيب يخرج للحياة حرا عزيزا ويستحقها من عزة أمه تلك التي سيبقى صغيرا مهما كبر أمامها ووالده.
تماما وكما ينبغي لها اليوم واكثر: عشت يا أمي وسائر الأمهات عزيزة للأحتفال بنا كل عام وقد تحقق حلمك بان يتسع العالم لفرح خاص ويليق بما كنت تخططين له على نحو مميز لك وللجميع.
تماما وكما ينبغي لك اليوم: كل عام وأنت لنا دارا نلجأ لها وفي كل المناسبات التي نزين بها حياتنا بما قدمته لنا من تضحيات لا تعرف المستحيل.
بكل الحب وكل الأعوام دمت يا أمي بألف خير.
[email protected]