م. فواز الحموري
لم نصل إلى المرحلة الصعبة من الخلل فجأة، لكن ذلك لا يمنع من تكرار محاولة الإصلاح المحاولة تلو الأخرى في الدرب الوعر والذي لا يخلو من المصاعب والشدائد والعقبات والتحديات.
نطالب بإصلاح جذري في بنيتنا الاجتماعية من قبل ومن بعد لتربية وإعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤولية باقتدار وتخصص ومهارة وإخلاص وفي كل موقع من مجالات المعيشة ومتطلبات الحياة.
الثورة التي نريد وإن كانت بيضاء ولكنها تمس الاخلاق ومن الداخل والعمق والحس الإنساني والذي يمنع أي كان من الغش والفساد والسرقة والشر ويمنعه أيضا من نقل عدوى المرض والخلل إلى الآخرين.
على مدى السنوات من العطاء والبناء اغتالت الواسطة والفساد الكثير من الإنجازات والايجابيات في المجتمع وأركان الدولة والمؤسسات والقطاعات المختلفة والمجالات كافة وأصبحنا نشاهد نتيجة الخلل في العديد من مظاهر الحياة في البيت والعمل والشارع.
تمادينا كثيرا في إهمال الخلل وعدم متابعته في جوانب عديدة ومن خلال السكوت عن تقصير صنف بانه عادي في الصف والمدرسة والجامعة ودور العلم ويكبر الخلل ليشمل مجالات أخرى عديدة.
الغش هو معول الهدم في مجتمعنا ذلك الذي يضيف للفساد مقومات البقاء ويمنع محاولات الإصلاح من النجاح والتصدي والتأثير المفضي للثورة الإدارية في القطاعين العام والخاص.
الحاجة إلى الثورة الإدارية في هذا الوقت تستوجب العودة إلى جوهر المشكلة وجذرها والمعالجة الفورية والتدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومن ثم إرساء حوار شامل للحل وعلى خطوات لتعقيم وتطهير بؤر الخلل.
لا يخفى على اللبيب بأن الأردن تعرض وما يزال للعديد من المؤامرات الداخلية والخارجية وافتعال الأزمات والاستفادة من نتائج الفوضى والفتن وفرض الحصار الظالم على بلد الصمود بكافة أشكاله الرسمية والشعبية.
المطلوب ومع خضم الثورة الإدارية المنشودة ترجمة الأقوال إلى أفعال وعلى أرض الواقع وعدم التسرع في إصدار الأحكام التعسفية وفي جميع الاتجاهات والاكتفاء بالنقد الهدام واغتيال الشخصيات والتطاول على النظام؛ لا أدري لماذا يضع المحتج على وجهه لثاما ويخفي ملامحه ويناور في نشر الذعر والضجيج؟
نعم نواجه أزمة ولكن ما هكذا تكون المعالجة؛ تلزمنا الحكمة والأمانة العمل بوضوح ودون مواربة بل والتصريح وبصوت عقلاني عن جوانب الخلل وسبل العلاج وضمن ما يفرضه الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني علينا ونحن جميعا مسؤولون امام الله عن ذلك كله.
يجب أن لا يهون علينا الأردن أبدا؛ لقد شيدناه برموش الاعين واودعناه أمانينا، ولقد كان على الرغم من محاولات النيل من عزم شعبه الوفي والأبي.
نعم لثورة حق نقية وبيضاء وإدارية ناصعة الوضوح في العلاج الفوري والقريب والمتوسط والبعيد المدى والاثر؛ لا نريد ان نكسب رد الفعل ولكن نريد صنع الفعل الطيب فلاردن يستحق منا الأفضل.
لتكن ثورة حق وليكن الإصلاح كما ينبغي ان يكون نقيا من أي سوء، حَتَّى نُصْلِحُ وَنُعَمِّرُ وَنُكَافِحُ وذلك كله خير.
[email protected]