م. فواز الحموري
يحفل برنامج عمل سيدنا الأسبوعي بالعديد من الأنشطة التي يحرص جلالة الملك على إطلاق إشارة هاشمية من خلالها ويقدم القيمة المعنوية لها من خلال الزيارة الميدانية والتواصل مع أبناء وبنات الوطن الغالي.
الإضاءة الأولى هي افتتاح جلالة سيدنا لمستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، في مدينة العقبة والذي خصص لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد ويأتي انسجاما مع الأولويات الوطنية بتوفير مستشفيات ميدانية في جميع أقاليم المملكة لمواجهة جائحة كورونا، ولتكون رديفا لباقي المستشفيات عقب انتهاء الجائحة.
أعرب جلالة الملك عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة التي تجمع الإمارات والمملكة الأردنية، وتقديره لجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أطلق على مستشفى العقبة الميداني، «مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني» ويضم 216 سريرا منهم 56 سريرا للعناية الحثيثة.
أضاء جلالة سيدنا خلال افتتاحه المستشفى برسالة ملكية سامية وقال: «لن ننسى أبطالنا من الجيش الأبيض الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن » فكانت الإضاءة الثانية من خلال التوجيهات السامية لتكريم ذوي هؤلاء الشهداء بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك وهو ما يعني التأكيد على أهمية ما قدمه الأطباء والممرضون والصيادلة والكوادر المختصة في مواجهة هذا الوباء العالمي وفي كل مناسبة يستذكر جلالة الملك عبدالله الثاني الأطباء والكوادر الطبية ممن قضوا في خط الدفاع الأول عن صحة الأردنيين في مواجهة جائحة كورونا.
الإضاءة الملكية السامية الثالثة كانت من خلال اللقاء الذي اجراه مع جلالته مدير عام وكالة الانباء الأردنية (بترا)، حيث أطلق جلالة الملك العديد من الرسائل والتي علينا التقاط إشاراتها فورا وعلى وجه الاهتمام الوطني وعلى مستوى الأردن.
ثقة وتفاؤل الملك بتعزيز وتطوير الإنجاز لعبور المئوية الثانية بما يستحق ذلك من الايمان الراسخ بتاريخ الدولة الأردنية وعمر النهضة العربية وسط الظروف التي شكلت نضالا هاشميا لصالح الأمة العربية والإسلامية.
الدولة الأردنية هي المشروع المتجدد منذ عهد الملك عبدالله الأول وحتى عهد جلالة سيدنا عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه والذي استلم راية العز وحافظ على عهد الوفاء والعطاء للدولة الأردنية التي كان قدرها التصدي بثبات وعزم وتصميم فكانت المملكة الأردنية الهاشمية.
التطوير والانجاز هو عنوان أردني راسخ في سيرة الهاشميين وفي مهج الأردنيين لبناء الدولة الأردنية ونسيجها العربي الشامخ وفكرها النقي والسليم والمنفتح على اتساع الانتماء وكم يطيب قراءة كتاب «مذكراتي» للملك عبد الله الأول لعيش مسيرة النهضة والثورة العربية الكبرى ومشروع الاستقلال والسيادة الوطنية مع أحرار العرب والبناء على ذلك بما قدمه جلالة الملك عبد الله الثاني من أوراق نقاشية ورؤية هاشمية للدولة الأردنية الحديثة.
يفتخر جلالة الملك بالشعب الأردني العظيم والذي لا يعرف المستحيل وتلك شهادة ملكية لنا جميعاً للمضي قدما ضمن مسيرة الخير مفعمة بالتفاؤل والرجاء للتغلب على التحديات كافة تماما كما تصدي الأردن لجميع العواصف والظروف الصعبة واستمر في العطاء وبرهن على أن الانسان الأردني هو عنصر النجاح وأن الالتفاف حول الراية الهاشمية هو الأمان والسبيل الوحيد للصمود؛ الجميع في الوطن هم الجند والحراس وهم الاوفياء للعهد الأردني الهاشمي ومواقفه المشرفة والتي سجل التاريخ لها ذلك باقتدار وحنكة وبعد نظر.
تحدث جلالة سيدنا ومن خلال الإضاءة الرابعة عن إعادة إحياء الروح التي بني بها وعليها الأردن قبل 100 عام؛ تاريخنا الأردني ممتد من عمق السنوات ومنذ فجر النهضة العربية التي لم تقم كما يشاع على أنها ضد الدولة العثمانية والأتراك بالتحالف مع القوى العالمية ولكنها المشروع النهضوي لصياغة مصير الأمة العربية والإسلامية ببعد نظر واستشراف المستقبل بعيدا عن تحكم الانتداب والوصاية والنفوذ الأجنبي.
لم يكن بناء الدولة الأردنية منذ عام 1921 بالأمر السهل وسط ما كان تزخر به العالم والمنطقة العربية من اتساع النفوذ الأجنبي ومن قلة الموارد والامكانيات وتعدد وجهات النظر حول التحالف بين سوريا والعراق والأردن واستمرت المسيرة حتى الآن عربية قومية برؤية هاشمية ثاقبة خالدة ولهذا الأردن الغالي ملاذا آمنا لكل من يطلب العون وعلى رمش العين دون حساب للربح والخسارة أو أي حسابات ضيقة أخرى.
بين جلالة الملك خلال اللقاء أن الأردن بنى علاقات إقليمية ودولية على أسس راسخة من الصدق والوضوح والشفافية، كرست مصداقيته واحترامه. فنحن نتحدث بلغة واضحة صريحة مع الجميع، ونعبر عن مواقفنا وثوابتنا بثقة وتستهدف سياساتنا بناء وتعزيز علاقات إقليمية ودولية قائمة على التعاون ومبدأ حسن الجوار، ولا نتدخل بشؤون الآخرين ولا نسمح بالتدخل في شؤوننا. نقوم بدورنا كاملا في جهود حل الأزمات الإقليمية والدولية أحيانا، وتجاوز التحديات المشتركة وتحقيق السلام العادل خيارا استراتيجيا. نقدم الأفكار والطروحات والمبادرات التي تتفق ?ع ثوابتنا ومصالحنا، ونتفاعل مع طروحات الآخرين، فنقبل ما ينسجم مع ثوابتنا ونرفض ما يتناقض معها. وكسب هذا الوضوح وهذا التفاعل لبلدنا، احترام المجتمع الدولي، وجعل لنا دورا دبلوماسيا يتخطى الحجم والموارد.
ولنا دور ريادي في تعزيز صوت الاعتدال والتشجيع على حوار الأديان، في مواجهة قوى التطرف والإرهاب، وتجسد ذلك في مبادرات عدة، بينت الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف، في وقت كانت تتعالى فيه أصوات الكراهية والخوف من الإسلام (الإسلام فوبيا). وللأردن دور الآن في الجهود الدولية لرسم ملامح الطريق لتخطي تداعيات جائحة كورونا الإنسانية والاقتصادية.
كما بين جلالته أن القضية الفلسطينية، بالنسبة للأردن، هي القضية المركزية الأولى. ونحن مستمرون بالوقوف، بكل طاقاتنا وإمكانياتنا، إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، في مساعيهم لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة، ونحن على تواصل وتنسيق مستمرين معهم. شهداؤنا رووا ثرى فلسطين بدمائهم الطاهرة، وستتواصل جهودنا التي لم تنقطع، لتفعيل العملية السلمية وضمان وصولها إلى حل الدولتين، سبيلا وحيدا لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل.
ونحن مستمرون أيضا، بحمل شرف مسؤولية حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات، نكرس كل إمكاناتنا لحمايتها وحماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية وبالتالي لا يمكن لمنطقتنا والعالم أن يحققا الأمن والاستقرار والسلام الذي ننشد، دون التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران ?ام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق القانون الدولي، والمرجعيات المعتمدة، ومبادرة السلام العربية.
هي إضاءات ينير بها الدرب جلالة الملك في كل حين وخلال نشاطاته المنوعة وعلى امتداد الوطن والعالم أجمع.
هي نشاطات ورسائل علينا التقاطها مع ثنايا حرص وتواصل سيدنا معنا على الدوام.
[email protected]