تعود الأردن إلى أداء دور مركزي في المشهد السياسي العربي لخدمة الأمتين العربية والإسلامية وحماية المصالح الأردنية، وتتفق جميع الأطراف على قدرة الأردن وخبرته وحرصه على تحقيق المصالح العربية ولذلك تأتي هذه التحركات لتؤكد على دور الأردن المحوري، والثقة التي وضعت في شخص الملك من خلال ايلاء العديد من الملفات المعقدة والحساسة لتكون ضمن منظومة يتزعمها جلالته على المستوى العربي والإسلامي، فالعلاقات الأردنية - الفلسطينية تعد الأكثر تداخلاً بين بلدين عربيين، ويشكل الشأن الفلسطيني موضوعا على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للأردن قيادةً وشعباً، وتدرك مصر الرسمية والشعبية هذه الحقائق المتجذرة وتدعم الأردن في مواقف عديدة من أهمها تأكيد وصاية الأردن وجلالة الملك على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بوصفها أحد الأوراق غير القابلة للتفاوض على المستوى المصري.
ما زال الدور القيادي لمصر قائماً في المنطقة العربية، ولا يمكن تجاوزه، والأردن من الدول التي تعاملت مع مصر بوصفها شريكًا مستمراً في القضايا المختلفة ما زالت تؤكد على ضرورة تعزيز الدور المصري إقليمياً لما تشكله مصر من ثقل سكاني وحضاري في محيطها، ولما تتمتع به من قدرات استراتيجية، وفي هذه العلاقة بقيت عمان من العواصم القريبة للقاهرة على امتداد العقود الماضية وفي أكثر اللحظات التراجيدية في تاريخ المنطقة.
اللقاء الملكي مع الرئيس المصري يكلل أيضًا مجموعة من اللقاءات التنسيقية المستمرة على المستوى الوزاري والذي يتابع العديد من الملفات بين البلدين، وملفات أخرى تربط البلدين بوصفهما حليفين استراتيجين بمجموعة من المبادرات في المنطقة، وكان من أهمها في المرحلة الأخيرة اللقاءات مع الجانبين العراقي والفلسطيني، والاجتماع الرباعي مع ألمانيا وفرنسا، ويأتي اللقاء على مستوى قيادتي الأردن ومصر لمباركة هذه التحالفات والارتقاء بمستويات التعاون من خلال التوجيهات التي تعمل الحكومات على ترجمتها إلى مشروعات وسياسات ومبادرات مشتركة.
التطابق في الرؤى بين جلالة الملك والرئيس المصري بخصوص الملفات الاستراتيجية والتحديات الطارئة مثل وباء الكورونا وأثره على المنطقة يشجع على مزيد من التعاون البناء تجتمع فيه الأردن ومصر بكل خبرتهما التاريخية وطاقاتهما البشرية والاقتصادية من أجل بناء تحالف يشكل نواة لفعل عربي أكثر حضورًا وفاعلية.