سادت أجواء اللقاء كما جرت العادة في الفترة الأخيرة الاحترازات الوقائية التي يحرص الملك على تطبيقها في الديوان الملكي لتكون نموذجاً للمواطنين، فوعي المواطن كما أشار جلالته سابقاً يبقى خط الدفاع الأول، ولا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية في تحسن الوضع الوبائي، وهو الوضع الذي يجب الالتفات له ومتابعته بصورة مستمرة وعدم الركون إلى التراجع في معدلات الإصابات خاصة أن الحرب على كورونا لم تصل إلى نهايتها بعد كما أوضح الملك بشفافية وواقعية.
واستعرض جلالته جهود الحكومة والقوات المسلحة الأردنية في افتتاح المستشفيات الميدانية في وقت قياسي، وهو نموذج مشرف للشراكة والتعاون بين المؤسسات يحرص جلالته على إرسائه على مختلف الأصعدة، وتطرق الملك إلى ضرورة تنسيق الجهود بين الجميع للتوعية حول لقاح كورونا الذي سيبدأ توزيعه على المواطنين قريباً، خصوصاً أن مخاوف لا تقوم على أساس يتداولها المواطنون في الأردن كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، إلا أن الحرص على عموم عملية التطعيم والوصول بها إلى الجميع تمثل مسؤولية وطنية يحرص الملك على إيلائها الأهمية الق?وى ليتمكن الأردن من تجاوز المخاطر الوبائية والعودة إلى الحياة الطبيعية التي ستمثل بداية مهمة للإنفراج على مختلف المستويات.
وتلقى جلالة الملك التهنئة من ضيوفه في قصر الحسينية بمناسبة مئوية الدولة الأردنية التي بنيت بعزم الأردنيين وقيادة الهاشميين، وهي المناسبة التي تمثل فرصة لاستلهام دروس مئة عام من عمر الدولة وتجربتها والتي يجب على الأردنيين أن يعكفوا على فهمها والاستفادة منها وهم يخطون في مئوية جديدة ليتمكنوا من تحقيق ما يصبون إليه من رفعة وتقدم على مختلف المستويات، وتبدو هذه المرحلة، وعلى الرغم من صعوبتها، مبشرة بكثير من الفرص في ظل نهج قيادي يقوم على الانفتاح ويستمع للجميع ويضع الآراء والمقترحات التي يتلقاها لتصبح موضوعاً ل?تدارس ولتحتل مكانها ضمن الأولويات في مرحلة مقبلة من البناء يصر جلالته على أن تكون قائمة على نفس المبادئ التي تبناها الملوك الهاشميون من انفتاح وتسامح وثقة في الوطن والمواطن وفي قدراته، وتمسك بالثوابت الوطنية وتطلع إلى التعبير عن وطن طموح ومتوثب بهمة أبنائه من الشباب المتطلعين لأن يقدموا إسهاماتهم لأجل الوطن كما فعلت الأجيال السابقة، مسترشدين بالتمسك بعروة وطنية وثيقة بين القيادة والشعب ما زالت تشكل منهجاً ونبراساً لهم.
