يتواجد ولي العهد الأمير الحسين بجانب جلالة الملك في معظم الاجتماعات الرسمية، ويؤدي العديد من الأدوار المتعلقة بالشباب والمبادرات الاجتماعية، وكما جرت العادة كان الأمير حاضراً بجوار جلالة الملك في اللقاء مع رؤساء الكنائس في الأردن والقدس، وممثلين عن أوقاف وهيئات مقدسية إسلامية، للتهنئة بعيد الميلاد المجيد والعام الجديد، إلا أن ما يمكن ملاحظته في هذا العام هو اللفتة الملكية التي صدرت عن الملك وولي العهد وليؤكد جلالته على استمرارية الرعاية الهاشمية للمقدسات بوصفها إحدى الثوابت التي تسكن الوجدان الهاشمي العربي.
القدس الشريف جزء من التاريخ الهاشمي وقطعة من الروح الوطنية الأردنية، وستبقى دائماً مهوى الأفئدة للملك وشعبه، والمقدسات الإسلامية والمسيحية باقيتان في العهدة الهاشمية أمانة تجاه هذه الأمة التي وضعت ثقتها في هذه الأسرة المعطاءة والكريمة، والمسؤولية تجاه القدس واجب يعتز به الملك، وعبادة يقصد بها رضا الله تعالى، واجباً دينياً وإنسانياً، وفي هذه الأجواء المنفتحة والمباركة كان أهل القدس يتقدمون من جلالة الملك بمناشدتهم من خلال مدير أوقاف القدس للاستمرار في رعاية الحرم القدسي الشريف من خلال الوصاية الثابتة والواضحة منذ العام 1917، مستذكرين المواقف الهاشمية النبيلة تجاه هذه المقدسات، ومعتبرين جهود الملك استكمالاً للعهدة العمرية وتأكيداً عليها، وبموازاة ذلك، كان بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين يبدي الفخر والاعتزاز بالوصاية الهاشمية على أم الكنائس، وكان بطريرك اللاتين في القدس صادقاً في وصفه للملك حارساً للمدينة المقدسة والملجأ في الشدائد.
في ذكرى الميلاد المجيد، وتحت رعاية هاشمية، ظهرت أسمى آيات الأخوة والتآلف والمحبة بين أبناء الأردن وفلسطين من مسلمين ومسيحيين في مشهد يندر وجوده في العالم بأسره، وبحضور للملك شخصياً وحديث من القلب للقلب كانت هذه الأواصر تزداد توطداً وتجذراً، وبمشاركة ولي العهد كان الالتزام الهاشمي بمواصلة الوصاية والرعاية يتأكد ويتجدد، وكان ولي العهد ذكياً في التقاطه للرسالة الملكية وهو يؤكد للحضور على حديث جلالة الملك بأن رعاية القدس واجب ديني، بما يجعله لدى الحاضرين، ومتابعي اللقاء من مسلمين ومسيحيين في الأردن وفلسطين ومختلف الدول العربية والصديقة واجباً سماوياً يعلو بطبيعته ويسمو على أي عوارض أو مستجدات دنيوية، فهو عهد تباركه رعاية إلهية ليس لأحد أن ينكره أو ينقضه.
كان العام الذي يوشك على الانتهاء صعباً على الجميع ولكن الملك لم يوفر جهداً لخدمة القدس وأهلها في مختلف الظروف، ليكتب جلالته سطراً جديدًا في قصة للأردن سترويها الأجيال القادمة مع هذه المدينة التي كانت باب السماء في الديانة المسيحية حين قام السيد المسيح عليه السلام منها إلى الملكوت، وكذلك في الديانة الإسلامية عندما كانت معراج النبي العربي الأمين صلى الله عليه وسلم إلى السماء، فكانوا منه يمضون جيلًا بمدرجة الفخار فجيلًا.